(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات 6
بهذه الاَية القراَنية أبدأ سلسلة مقالاتى للرد على سلسلة مقالات كتبها أحد المعارضين للدكتور البرادعى بعنوان "لهذه الأسباب العشرة لن أنتخب الدكتور البرادعى".
يبدأ الكاتب مقاله موضحاً أنه يخشى من أنصار الدكتور البرادعى أن يكفروه و يتهموه بالخيانة و العمالة لأنه عارض الدكتور البرادعى .
و هذا يبين لنا مدى تحلى الكاتب بنظرية الاسقاط التى يقوم فيها الانسان باسقاط عيوبه على الاَخرين فأصحاب التكفير و اهدار الدم و الاتهامات بالخيانة و العمالة معروفين لنا جميعاً من المتأسلمين الذسين يدعون أنهم حصلوا على صكوكاً من الله و لازالت فتوى إهدار دم الدكتور البرادعى بسبب معارضته للنظام السابق عالقة ف الأذهان .
ثم يسقط الكاتب فى سقطة توضح لنا سبب كتابته لهذه المقالات و هى اختلافه مع أحد أصدقائه المؤيدين للدكتور محمد البرادعى و ليس بدافع النقد البناء كما يدعى .
و سأبدأ كلامى معرفاً من هو الدكتور محمد البرادعى ؟!
هو محمد مصطفى البرادعى دبلوماسى مصرى من مواليد 17 يونيو 1942م بحى الدقى بالقاهرة كان والده نقيباً للمحاميين و الدكتور محمد البرادعى تخرج من كلية الحقوق عام 1962م جامعة القاهرة و تزوج عايدة الكاشف مدرسة رياض الأطفال و له ابنان ليلى و مصطفى .
بدأ الدكتور البرادعى حياته العملية دبلوماسياً بوزارة الخارجية المصرية فى عام 1964م و مثل مصر فى الأمم المتحدة ب "نيويورك" و "جينيف" و حصل على درجة الدكتوراه فى القانون الدولى عام 1974م و شغل منصب مساعد وزير الخارجية إبان تولى إسماعيل فهمى وزارة الخارجية .
استقال اسماعيل فهمى من منصب وزارة الخارجية احتجاجاً توقيع السادات اتفاقية السلام مع اسرائيل و تقدم الدكتور البرادعى مساعد وزير الخارجية فى ذلك الوقت باستقالته هو أيضا من منصبه لنفس السبب فكان الدكتور البرادعى و لا يزال يرى أن ذلك السلام الوهمى المنفرد مع اسرائيل هو سلام مؤقت لا قيمة له إذا لم تُحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً.
فى عام 1980 م أصبح الدكتور محمد البرادعى مسؤولا عن برنامج القانون الدولي في معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث كما كان أستاذا زائرا للقانون الدولي في مدرسة قانون جامعة نيويورك بين سنتي 1981 و 1987.
إلتحق الدكتور البرادعى بالوكالة الدولية للطاقة الذرية فى عام 1984 م و نظراً لكفاءة الرجل تدرج فى المناصب حتى وصل المستشار القانونى للوكالة ثم مديراً عاماً مساعداً للعلاقات الخارجية فى عام 1993 م ثم رئيساً للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى عام 1997 م و لمدة ثلاثة دورات متتالية .
فى أكتوبر عام 2005 م نال الدكتور البرادعى جائزة نوبل للسلام ليصبح بذلك رابع مصري يحصل على هذه الجائزة التى تعد الأرفع على مستوى العالم.
و فى أواخر العام 2009 م بعث مجموعة من الشباب المصرى خطاباً إلى الدكتور محمد البرادعى واصفين فيه بدموعهم و دماء مصر الجريحة الحال الذى وصلت اليه مصر على يد نظام مبارك المخلوع داعين الدكتور محمد البرادعى لأن يكون هو عجلة التغيير و رجل المرحلة للتصدى إلى هذا النظام ليعود الدكتور البرادعى واقفاً فى وجه هذا النظام فى وقت لم يكن الذين طفوا على السطح الاَن ليسيؤوا للرجل يستطيعوا أن يحدثوا أنفسهم فقط على فساد هذا النظام و تبدأ الحملة القذرة من اعلام هذا النظام ضد الرجل مستخدمه أقذر الاساليب و الاشاعات المغرضة.
و الرجال مواقف فمواقف الدكتور البرادعى تشهد على نزاهته و حكمته و حبه لتراب هذا الوطن و لعلنا جميعا نتذكر خطاب الدكتور محمد البرادعى فى الأمم المتحدة قُبيل ضرب العراق بعشرة أيام عندما كذب ادعاءات الامريكيين بوجود أسلحة دمار شامل بالعراق عام 2003م قائلاً بالحرف " لا توجد أدلة على استئناف الأنشطة النووية و و لا يوجد دليل على أنشطة نووية فى البنايات التى تم تفتيشها و لا يوجد دليل على قيام العراق باستيراد يورانيوم منذ عام 1990م أو قضبان الألمونيوم " و " بعد ثلاثة أشهر من التفتيش التام فلا يوجد اى دليل على إعادة إحياء البرنامج النووى بالعراق" و التقرير موجود على اليوتيوب بصوت الدكتور البرادعى فى الأمم المتحدة بعنوان "تقرير البرادعي بخصوص الأسلحة النووية في العراق"
و أبدأ الاَن للرد على النقاط العشرة واحدة تلو الأخرى :
الرد الأول :
يقول الكاتب على لسان الدكتور البرادعى "أن يكون الجيش المصري جيش قومي قادر على مواجهة التحديات المعاصرة مثل الارهاب والجريمة المنظمة والحروب الأهلية"
ما هى الاساءة هنا و أين اخطأ الدكتور البرادعى !!!
و لكن الكاتب يسرح بخياله الذى لا حدود له فيتهم الدكتور البرادعى بأنه يُريد أن يدمر الجيش المصرى و يجعله يهتم بالأمور الداخلية و هو ما لم يقله الدكتور البرادعى و لكن ذلك يدل على ما فى النفوس تجاه الدكتور البرادعى .
و سأطرح بعض الحقائق ...
ألم يتصدى الجيش للأزمات و يتدخل بشكل قوى أثناء كوارث السيول و زلزال 1992م ؟
هل تعرف أن الجيش المصري يساهم بحوالى 40 فى المائة من الاقتصاد المصرى ؟
ألم يتدخل الجيش إبان فترة التسعينيات فى حماية الجبهة الداخلية أثناء اشتداد هجمات الارهاب و خاصة فى أسيوط و جميع المصريين الذين يعيشون فى أسيوط يعلمون كيف انتشر الجيش فى أسيوط ما بين عام 1992 حتى عام 1997 م فى كل شارع و كل حارة لمواجهة خطر الارهاب ؟
السبب الثانى :
و هو كلام الأستاذ حمدى قنديل عن الدكتور محمد البرادعى .
و سأعود لكلام الكاتب نفسه فنحن يجب ألا نجعل من أشخاص الهه فهو يطالب أنصار الدكتور البرادعى بذلك فى الوقت الذى يؤله فيه هو كلام الأستاذ حمدى قنديل عن الدكتور محمد البرادعى.
فهو يعيب على الدكتور البرادعى عدم تدخله عندما رحلت الكويت المصريين الذى أطلقوا الجمعية الوطنية للتغيير بالكويت .
و يعيب على الدكتور البرادعى عدم تقديمه بلاغ للنائب العام .
و سأطرح بعض الأسئلة ...
ما الشئ الذى فى يد الدكتور البرادعى ليقدمه ؟ هل الدكتور البرادعى يسيتطيع الضغط على الكويت مثلاً أو يتحدث مع أمير الكويت ؟
أم أن هذه هى وظيفة السفارات المصرية التى تخلت عن وظيفتها و جعلت المصريين ملطشة لكل من هب و دب !!!!!!!
ثم يتحدث الكاتب عن الجمعية الوطنية للتغيير و كأن الدكتور البرادعى قد صار الجمعية الوطنية للتغيير و الجمعية الوطنية للتغيير هو جمعية ضمت كل المصريين من جميع الأطياف السياسية و لم تكن لترشيح الدكتور البرادعى أو غيره و انما كانت لجمع المصريين على كلمة واحدة ضد النظام السابق .
على سبيل المثال كانت تضم الدكتور البرادعى و الدكتور أيمن نور و الأستاذ حمدين صباحى و الثلاثة مرشيحن للرئاسة.
و قد زال الاَن السبب لتكويين الجمعية الوطنية للتغيير و انصرف كل عضو وراء مرشحه .
و يشير الكاتب إلى أن الدكتور علاء الأسوانى قد استقال و ذلك اساءة للدكتور البرادعى لا أعرف كيف لاحظ هو وحده ذلك فى الوقت الذى قال فيه الدكتور علاء الأسوانى أن الدكتور البرادعى هو مفجر الثورة و هو الذى أشعل ف المصريين الجرأة و الشجاعة بمواقفة الجريئة أمام النظام السابق و تحديه لهذا النظام .
و إليكم الخطأ القاتل الذى وقع فيه الكاتب :
ثم يقول الكاتب كما يقول على لسان الأستاذ حمدى قنديل " وعادة هؤلاء أن يكونوا مستبدين ديكتاتوريين في منظماتهم...لم يعتادوا على سماع كلمة "لا" ومن الصعب النقاش معهم....ويتبنى الأستاذ حمدي قنديل هذا الرأي بسبب عمله في منظمة اليونيسكو الدولية ويعلم جيداً دهاليز الإدارة في تلك المنظمات."
و الذى لا يعرفه هذا الكاتب الذى يكتب من وحى خياله أن الدكتور البرادعى لم يعمل طوال حياته فى منظمة اليونيسكو المسؤولة عن الحفاظ على التراث العالمى و لكن عندما تكون دوافع النقد غير بناءه و هوائية فإن الكاتب لابد أن تحدث له سقطات قاتلة لأن الله لا يرضى بظلم الشرفاء فالحقيقة سوف تنتصر مهما حاول هؤلاء التلاعب بها و اخفائها .
و جميعنا نتذكر كلام الدكتور أحمد زويل عندما حصل على جائزة نوبل عن العمل الجماعى الذى نفتقده فى مصر فالغرب هناك لا يعمل أحد بمفرده انما الدول تقوم على المؤسسات بينما نحن من اخترعنا موضة الفرد و تقديس الأشخاص.
و هذه الكلمات تدل على خيال الكاتب الواسع الذى لا يربط بينه و بين الواقع سوى الأسماء فقط فقد جعل بجرة قلم الدكتور البرادعى ديكتاتورا بدون أن يرى الرجل مرة واحدة حتى فى حياته .
و الذى لا يعرفه الكاتب أن الأستاذ حمدى قنديل قد أعلن عن دعمه للأستاذ حمدين صباحى ثم تراجع و عاد ليؤيد الأستاذ عمرو موسى فمن الطبيعى ألا يقول كلام جيد عن الدكتور البرادعى و أن يمتدح مرشحيه .
السبب ثالث :
يتحدث عن استقالة اسماعيل الاسكندرانى منسق حملة الدكتور البرادعى على حد قوله فى الاسكندرية و الذى استقال لأن الدكتور البرادعى جمع توقيعات للدستور أولا .
و لم يحدث أن جمع الدكتور البرادعى او أى من أنصاره توقيعات لهذا الشئ أو أية توقيعات و لكنها تسير فى نفس المسار الذى سار فيه الكاتب و هو الهوى الشخصى فقد جعل الدكتور البرادعى ديكتاتورا و يعمل فى اليونيسكو و الكاتب يتمتع بخيال عظيم يؤهله لكتابة روايات المستقبل .
و أقول له بأن حملة الدكتور البرادعى تطوع فى حملته حتى الاَن 20 ألف شاب و شابه مصرية للعمل متطوعين لا يأخذون أجراً على ذلك و لكن إيماناً بأن الدكتور البرادعى هو رجل المرحلة .
و سأذكر تلك الواقعة البسيطة ...
منذ عدة أيام تلقيت اتصالاً من أحد الأصدقاء يطلب منى رقم هاتف أحد المقربين من الدكتور البرادعى لأن خاله رجل أعمال بالاسكندرية و هو مؤمن جداً بالدكتور محمد البرادعى رئيساً لمصر و يريد أن يتطوع مشكوراً بتمويل الحملة بالاسكندرية .
و هذه واقعة بسيطة من الاف الوقائع التى تحدث لنا فنحن لا نعمل ذلك من أجل فرد و لكن لأننا مؤمنين بأن الدكتور محمد البرادعى هو الرجل القادر على وضع وطننا الحبيب على الطريق الصحيح .
و سنظل ملتزمين بأخلاق و قيم الدكتور محمد البرادعى الذى علمنا بأن لا نسيئ لأحد مهما كان و أن نحترم المرشحين الاَخرين فجميعهم أفاضل و محترمين و نكن لهم كل تقدير .
و ان شاء الله لو كان فى العمر بقية سأرد على باقى أسباب الكاتب التى اتهم فيها دكتور محمد البرادعى بتهم ليس لها أساس من الواقع ...
وفق الله مصرنا الحبيبة إلى طريق العلى و التقدم ...
أخوكم
الدكتور|| أيمن أحمد
فين باقى الاسباب العشرة؟
ردحذفده الجزء التانى يا طارق
ردحذفhttp://kelmet-7a2-ayman.blogspot.com/2011/07/blog-post_29.html