الجمعة، 29 أغسطس 2014

خواطر عن الثورة الفرنسية 1789م






كنت قاعد بقرأ عن الثورة الفرنسية، دانتون وروبيسبيير اللى كانا بيلهبا مشاعر الناس، اختراع المقصلة لإعدام الآلاف من أعداء الثورة، المقصلة تكف عن الارتواء بدماء أعداء الثورة (من وجهة نظر دانتون وروبسبيير، كان يكفيك أن تعترض على خطوة معينة لتوضع على المقصلة) لتبدأ فى الارتواء بدماء الثوار أنفسهم، روبسبيير يعدم دانتون على المقصلة، عامة الشعب يعدمون روبسبيير على المقصلة، صعود الجيش وبروز نجم الجنرال الشاب نابليون بونابارت الفاتح الأخير، بونابارت يغزو العالم، 1809 أول هزيمة لبونابارت، 1812 يقرر بونابرت غزو روسيا فيحشد جيشا قوامه 600 ألف مقاتل، يصل بونابارت موسكو دون مقاومة تذكر، يشتبك جيش نابليون مع الجيش الروسى على أبواب موسكو، ينهزم الروس ليولون الأدبار، يدخل بونابارت المدينة فيجدها مدينة أشباح بلا سكان، يشعل الروس النيران فى البيوت الخشبية فيقرر نابليون الخروج من المدينة والعودة إلى حدود ألمانيا، مع دخول الخريف يواجه جيش نابليون البرد القارص الذى اشترك فى الفتك بجيشه مع الروس الذين أخذوا يتلقفون الفرنسيين، يعود نابليون على ظهر مزلاج إلى فرنسا تاركا جيشه الذى لم ينجو منه إلا أقل من 1 على 20.

يعود البرجوازيون للحكم فى فرنسا على رأسهم الملك الجديد لويس الثامن عشر، يعودون إلى بذخهم وترفهم، ييأس الشعب، يعود نابليون من جزيرة إلبا ليلتف حوله الشعب مرة أخرى بعدما تنكر له بعد هزائمه، يهرب البرجوازيون، تجتمع بريطانيا وألمانيا لمواجهة نابليون فى 1815 بقيادة ويلنغتون، يستطيعون هزيمة نابليون فى منطقة تسمى واتر لو، يدير الشعب ظهره مرة أخرى لنابليون المهزوم، يسلم نابليون نفسه إلى الإنجليز ليقضى ست سنوات من عمره فى المنفى فى جزيرة سانت هيلينا حتى وفاته.

بهذا تنتهى الثورة الفرنسية ويعاد تقسيم الأوضاع فى أوروبا مرة أخرى لتفقد أوروبا وعصر التنوير كثيرا من الحريات على يد السياسى النمساوى ميترنيخ وزير خارجية إمبراطورية النمسا مهندس التقسيم الجديد خلال مؤتمر فيينا. ظلت أوروبا فى حالة من التنوير السلمى الناعم لمدة 40 عاما. انتهى عصر الدموية والتغيير الدموى لنبدأ عصر التغيير الناعم باستخدام المنطق والنهج الرياضى المنطقى الذى أسسه جاليليو وفشل ميترنيخ فى منعه أو التضييق على مستخدميه من العلماء. العقل فى النهاية ينتصر، فى النهاية انتصر النهج المنطقى واستطاع التغيير وتراجعت الأساليب الدموية فى التغيير ولم تستطع التضييقات على الحريات منع العقل من الانتصار.

الاثنين، 4 أغسطس 2014

رساله الوداع لغابرييل غارسيا ماركيز إلى محبيه فى العالم «لا تنظر أكثر»



رساله الوداع لغابرييل غارسيا ماركيز إلى محبيه فى العالم «لا تنظر أكثر»

لو شاء الله أن ينسى أنني دمية، وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي. ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور. سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.
لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده. وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان. لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر... تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه. تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف. تعلمت منكم أشياء كثيرة! لكن، قلة منها ستفيدني، لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة. قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه. لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها ، لقلت " أحبك" ولتجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك. هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن.
ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم. فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب، إهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها. لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها. وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك.

الثلاثاء، 20 مايو 2014

أسماء وتواريخ مصرية منسية



أسماء وتواريخ مصرية منسية :

- أنبا أنطونيوس، منشئ الرهبنة "المصرية" 271 ميلادية.
- الإمبراطور الرومانى دقلديانوس (284 - 305 م.) ثار الصعيد فى عهده وهاج الشعب السكندرى فجاء الإمبراطور بنفسه، وعاش المسيحيون المصريون فى عهده أقسى إضطهاد رومانى، فكان تاريخيا عصر الشهداء.
- الأنبا باخوم ينشئ أول دير قبطى فى طابانا، 320 ميلادية.
- ظهور آريوس والمسيحية الآريوسية، هرطقات آريوس كما تسميها الكنيسة المصرية، التى انتهت بمجمع نيقيا، 325 ميلادية.
- أثناسيوس بطريرك الإسكندرية هازم الآريوسية 328 ميلادية.
- بيزنطة عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية تحت اسم قسطنطينية، 330 ميلادية.
- رهبان القبط يستوطنون وادى الإسقيط وبرية شهات بوادى النطرون، 330 ميلادية.
- ترجمة الكتاب المقدس للغة القبطية، 350 ميلادية.
- الإمبراطور يوليانوس (361 - 363 م.) يرتد عن المسيحية.
- تنيح (وفاة) البطريرك العظيم أثناسيوس.
- الإمبراطور ثيودوسيوس الأكبر (379 - 395 م.) يعلن المسيحية ديانة للإمبراطورية الرومانية ويضطهد الوثنيين والمسيحيين الآريوسيين، والمسيحيون المصريون يهدمون كل ما تطول إيديهم من معابد مصرية.
- انقسام الإمبراطورية الرومانية لشرقية وغربية رسميا، أركاديوس على الشرق، وأونوريوس على الغرب، 395 ميلادية.
- كيرلس الأول يرتقى كرسى الكرازة المرقسية، ويحرض على قتل أجمل عالمة فلسفة وفلك فى التاريخ، الفيلسوفة السكندرية هيباثيا ابنة ثيون، حيث تربص بها الرهبان والصبوات وقتلوها رجما، وسحلوها حتى صحن الكنيسة، حيث قطعوها إربا إربا، إنتقاما من فلسفتها الوثنية كما سموها !، 412 ميلادية.
- كيرلوس يهزم نسطور فى مجمع أفسوس الأول (المجمع المسكونى الثالث)، 431 ميلادية.
- مجمع إفسوس الثانى، الذى يكرهه الكاثوليك ويسمونه "مجمع اللصوص"، لأن البطريرك المصرى ديوسقوروس انتثر على منافسيه بوسائل يعدونها غير كريمة، وبذلك فازت الطبيعة الواحدة القبطية لوقت قصير فى العالم، 449 ميلادية.
- مجمع خلقدونيا (المجمع المسكونى الرابع)، هزيمة ديوسقوروس والكنيسة المصرية، وفوز عقيدة الطبيعتين (ركن إيمان لكنائس الشرقية والكاثولوكية الباباوية)، وشلح ديوسقوروس، جاء ذلك نتيجة تكاتف البابا ليون الأكبر مع الإمبراطور البيزنطى مركيانوس، وبذلك إنفصلت الكنيسة القبطية عن كنائس الشرق والغرب إلى اليوم، 451 ميلادية.
- الإمبراطور يوستنيانوس (527 - 565 ميلادية) الذى أجرى تقسيمات إدارية جديدة فى مصر، لم تعد قيادة جيش الإحتلال الرومانى موحدة، بل كان كل حاكم إقليم مستقلا بجيشه، مما ساعد على إنهيار الجحافل الرومانية المشتتة أمام العرب.
- الإمبراطور هرقل (610 - 641 م.) فى حكمه استطاع الفرس أيام كسرى الثانى إحتلال مصر سنة 619 م.، واستطاع هرقل، بعد موت كسرى الثانى، التغلب عليهم وطردهم سنة 626 م.


كتاب (سندباد مصرى) حسين فوزى

لينك البوست ع الفيس :
https://www.facebook.com/pharmacisteg/posts/10202068792231800?comment_id=10202068817192424&ref=notif&notif_t=like

السبت، 10 مايو 2014

المرثية الروسية (السوفيتية) لوداع وتأبين شهداء الحرب العالمية الثانية




المرثية الروسية (السوفيتية) لوداع وتأبين شهداء الحرب العالمية الثانية :

لا تتصل بى يا أبى .. لا تبحث عنى ..
لا تتصل بى .. ولا تتمنى عودتى ..
نحن فى طريق مجهول
أزالت النيران والدماء معالمه ..
أثناء طيراننا على جناح البرق
لم يكن لنا أن نغمد سيوفنا أكثر من ذلك
كل من سقطوا فى أرض المعركة ..
لا يمكن أن ترجعهم الكلمات
هل سنتلقى مرة أخرى ؟
لا أعلم ..
كل ما أعرفه أنه ما زال علينا مواصلة القتال
نحن كرمال البحر ..
عدداً فى الأبدية ..
أبداً لن نلتقى ..
أبداً ان نرى النور ثانية ..

الوداع إذن يا بنى ..
الوداع يا ضميرى ..
يا شبابى وعزائى ..
أيها العزيز والوحيد ..
وليكن هذا الوداع هو نهاية القصة ..
ولتحل على عزلة ..
لم يسبق لأحد أن حظى بها ..
وحيثما ستبقى أنت محروماً ..
إلى الأبد ..
من النور والهواء فى قبرك غير المعلوم ..
فى قبرك غير المعروف والهش ستبقى ..
وليس لى أن أأمل فى بعثك حياً إلى الأبد ..
يا صغيرى ذو الثمانية عشرة عاماً ..
الوداع إذن ..
فمن حيث أنت ..
أبداً لن تأتى قطارات مسافرة بغير مواعيد أو بمواعيد ..
ولا توجد طائرات تسافر إلى هناك ..
الوداع إذن يا بنى ..
فلا توجد معجزات تُرتجى من هذا العالم ..
الذى لا يُصبح فيه الحلم حقيقة ..
الوداع ..
سأبقى دائماً أحلم بك طفلاً ..
تتعثر فى مشيك على الأرض ..
بخطوات تحاول أن تجعلها قوية ..
للأرض التى بالفعل فتحت ذراعيها ..
لتستقبل الكثير جداً من جثث الموتى ..
أقول :
هذه المرثية التى كتبتها لابنى ..
قد شارفت على نهايتها ..

المصدر : سلسلة الأفلام الوثائقية World at a war ، الجزء الحادى عشر

السبت، 3 مايو 2014

جُنيهان معدنيان (قصة قصيرة)



‫#‏قصة_قصيرة‬
جنيهان معدنيان
استيقظ فى الثامنة صباحا على صوت قلبه الدامى، تذكرها ظل عدة دقائق يردد هذا السؤال «لماذا يا عزيزتى ؟!» ..
ارتدى ملابسه على عجل، ذهب للعمل، قضى ساعة مرت وكأنها أسبوعاً من شدة الإضطراب، استأذن فى الانصراف لظروف خاصة، اتجه لمحطة المترو، استقل المترو باتجاه محل عملها، وصل وسط البلد الساعة الحادية عشر صباحاً، قطع شارع «محمود بسيونى» باتجاه ميدان طلعت حرب، ظل طوال الطريق يسأل نفسه كيف ستقابل جرأته هذه ؟!، وصل إلى طلعت حرب دخل شارع «قصر النيل»، جلس على مقهى احتل طوار الشارع أمام الشركة التى تعمل بها بانتظار موعد خروجها، مرت الدقائق بطيئة جداً، أتت الساعة الثانية ظهراً ولا جديد، توتر بشدة، قرر الاتصال بصديقته التى حكى لها عن معاناته :
- ألو، كيف حالك يا أمل ؟
- أنا بخير، أنت كيف حالك يا صديقى ؟
- أنا حتى الآن بخير، لقد قررت أن أتحدث معها يا أمل، أنا أجلس الآن على الطوار المواجه للشركة التى تعمل بها، لابد أن أصل لها، مرت ثلاث ساعات وأنا جالس هنا أستقبل لهيب الشمس وأشعتها الحارقة، وسأظل هكذا حتى أستطيع الفوز بلحظات قليلة من رؤيتها والحديث معها.
- أنت فارس نبيل يا صديقى فى حبك، كم هى محظوظة بك !
- إنه اليوم الثانى لى فى إستقبال أشعة الشمس الحارقة يا صديقتى، قضيت أول الأمس هنا دون جدوى، وعدت المنزل محبطاً، ارتميت على سريرى والصداع يفتك برأسى من طول الجلوس تحت لهيب الشمس فى هذا اليوم.
- سأتصل بك بعد نصف ساعة لأعرف ماذا فعلت ؟
- لا أعرف كيف أشكرك أيتها الصديقة الطيبة !
- لا تقُل ذلك، سأتصل بك بعد نصف ساعة كما اتفقنا، إلى اللقاء.
- إلى اللقاء.

مرت نصف ساعة، رن هاتفه المحمول :
- ألو، هل من جديد يا صديقى ؟
- لا للأسف، أخشى أن يمر هذا اليوم كسابقه دون جدوى.
- أعطنى رقم هاتف الشركة واسمها لأتأكد من وجودها.
- هذا هو الرقم ... ، اسألى عن المهندسة مريم.
- إلى اللقاء الآن يا صديقى، خمس دقائق وسأعاود الإتصال بك.
- إلى اللقاء.

مرت الخمس دقائق وكأنها خمس سنوات، عصيبة فى أشعة الشمس الحارقة، بعد خمس دقائق رن هاتفه :
- ألو، أجريت الإتصال يا صديقى، رفع سماعة الهاتف رجل، سألته عنها، فقال لى أنها موجودة على مكتبها، سألته عن موعد انصرافها من العمل فقال لى الساعة الثالثة، قال لى أنه سيقوم بتحويل الاتصال لها، إلا أننى شكرته وأغلقت الهاتف.
- أشكرك بشدة يا صديقتى، الآن اطمأن قلبى لوجودها، دقائق وسأراها وسألتقى بها بعدما عز اللقاء.
- إلى اللقاء الآن يا صديقى.
- إلى اللقاء يا صديقتى العزيزة.

أسرع للاستعداد للقاء، أحس بأن مثانته تكاد تنفجر، دخل دورة المياه على عجل، أفرغ ما فيها سريعاً، خرج من دورة المياه لكرسيه على الطوار المواجه للشركة وموجات التوتر تجتاحه، الساعة الثالثة إلا ربع، مرت الدقائق، الساعة الثالثة حمل حقيبة ظهره التى لا تُفارقه أينما ذهب، رآها تخرج من باب الشركة، اجتاحته رعشة مفاجأة، أخرج من جيبه قطعتين نقديتين من المعدن، جنيهان معدنيان، ثمن تذكرتي مترو، كان يُمنى نفسه بأن توافق على السير معه واستقلال المترو كما كانا يفعلان منذ شهور، أمسك قطعتى المعدن فى يده بقوه، أخذ يضغط عليهما بأصابعه لكسر توتره، تجاسر واقترب منها، كانت تحادث شخصاً ما عبر هاتفها وتطلب منه انتظارها عند ميدان الشهيد عبد المنعم رياض، سار خلفها متردداً، أخرج هاتفه وقرر الإتصال بها رغم أنه لا يفصله عنها سوى مترين فقط، كالمعتاد لم تُجب وألغت المكالمة، ظهرت علامات الضيق على وجهه التى أزالت معها كل تردد، اقترب منها وهمس فى أذنها : كيف حالك سيدتى الجميلة اليوم ؟
لم تلتفت له، لم تتخل لحظة عن رباطة جأشها المعهودة، وقالت بصوت سيطرت عليه الجدية : لقد حذرتك من هذه الخطوة كثيراً، ارحل فى هدوء درءاً للمشاكل. ابن عمى قادم الآن وإذا رآك لا أضمن ما سيحدث بعدها.
غيرت وجهتها، وعادت لشارع قصر النيل مرة أخرى، سار بجانبها، ابتسم فى خجل وهمس : أنا آسف، ولكن أتيت اليوم ولى طلب واحد عندك، أُريد أن أُحادثك خمس دقائق، أُريد أن أفهم لماذا كل هذا يا عزيزتى ؟! لماذا انقلب كل ما بداخلك تجاهى إلى كل هذا الهروب من رؤيتى، من سماع صوتى حتى ؟!
زفرت بشدة، وأكدت على طلبها السابق منه، ارحل درءاً للمشاكل.
نظر إليها وهى تسير بسرعة لا تلوى على شئ، وقال : أنا لا أُريد من وقتك إلا خمس دقائق !
صرخت يا إلهى !، غيرت وجهتها وظل يسير بجانبها، تعبر الشارع يعبر معها، تدلف لشارع جانبى يدلف الشارع معها، مضت ربع ساعة من الدوران فى نفس المربع، دونما أى أمل فى أن تمنحه أى فرصة لإصلاح ما حدث بينهما من خصام.

هددته بأنها ستضطر لإبلاغ شرطى المرور بأنه يتحرش بها، كان القنوط قد وصل به لحالة من عدم الإستيعاب، قال لها والحزن يرسم على وجهه لوحة غاية فى البؤس : ألهذا الحال وصلنا يا عزيزتى ؟!
اتجهت باتجاه شرطى المرور فى منتصف الشارع، نفذّت تهديدها، قال بصوت مُستسلم : مريم !، ابتسم الشرطى فهيئته لا تدل على أنه من معتادى التحرش بالفتيات، وقال له : قف يا أستاذ بجانبى هنا، ارحلى أنتِ يا آنسة.
أخرج للشرطى بطاقته الشخصية، نظر الشرطى فى البطاقة ليقرأ مكان عمله المرموق، ابتسم له الشرطى، وقال له ماذا حدث ؟!
ابتسم للشرطى ابتسامة امتزجت بمرارة القنوط واستبداد اليأس، هى حبيبتى، أنا كنت حبيبها !
ابتسم له الشرطة ابتسامة رأفه بحالته وقال له : أسرع، هى لم تبتعد كثيراً، غداً يزول الخلاف وتعود المياه لمجراها.
ترك الشرطى وأسرع يقتفى أثرها، رآها، اقترب أكثر، كانا قد وصلا إلى ميدان الشهيد عبد المنعم رياض، لم يستطع الإقتراب منها، كان هناك شخص بإنتظارها، حمل عنها حقيبتها، عبرا الطريق، عبر هو أيضاً الطريق باتجاه موقف الحافلات، تذكر منذ شهور عندما كان يعبر هذا الطريق ممسكاً يدها، كانت دائماً تحتمى به من السيارات، كانت طفلته المُدللة، هبت فجأة نسمات من الهواء البارد، تموج شعرها فى الهواء، تذكر تلك اللحظات التى كانت تسير فيها بجانبه وقت هبوب نسمات الهواء وتموج شعرها فى الهواء، موجات الضحك التى كان تتمكن منهما بعد كل نسمة هواء يرقص معها شعرها، اختفت وسط الزحام. تاه هو أيضاً وسط الزحام. بحث عنها ولكن دون جدوى. جلس منتظراً حافلة يستقلها للمنزل، فجأة قام من جلسته، اتجه باتجاه كورنيش النيل، قطع الطريق لا يشعر بشئ حوله، باتجاه الكورنيش أمام السفارة البريطانية، حيث لا وجود للباعة المزعجين، جلس على مصطبة على الطوار تطل على النيل، كانت هذه المصطبة هى أول مكان جلس معها فيه، سقطت دمعتان من عينيه، تملكته حالة من الإحباط من كل شئ.
تذكر قول بوذا : "هذه الحياة يا إبنتى .. كلها آلام .. والطريق الصحيح إلى الحياة الصالحة الخمس للاستقامة .. لا تقتل كائناً حياً .. لا تسرق أو تأخذ ما لم يعط لك .. لا تقل كذباً قط .. لا تقم على دنس .. لا تسكر أو تخدر نفسك فى أى وقت .."
ابتسم فى سخرية وقال : إذا لماذا نعيش يا سيد بوذا إذا كانت الحياة كلها آلام ! نعيش لكى نتألم أكثر فأكثر !
تذكر السيد المسيح ابن الله الذى افتدى البشرية بدمه، مخلص العالم بموته، ضحك فى سخرية أكثر وقال : أين الخلاص ونحن ما زلنا نتألم !
قرأ الآية القرآنية "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ابتسم وقال : أين الرحمة وأصوات القنابل تصك آذننا، وأحزمتهم الناسفة تحول أجسادنا لأشلاء !

فتح حقيبته التى لا تفارقه، أخرج رواية "الحب فى زمن الكوليرا" التى لا تُفارقه أيضاً، فتح صفحة مئتين وثمانية وستين، اتجهت عيناه للسطر السابع عشر، قرأ ما كان يؤمن به فلورنتينو أريثا بطل الرواية «أنا لا أؤمن بالرب، ولكننى أخشاه»، ظل يُردد هذه العبارة، بعد دقائق أحس بأن وزنه أصبح أخف فأخف، لم يعد يشعر بجسده، أحس بأنه يتحرر من شئ ثقيل كان جاثماً فوق صدره، تنفس لأول مرة فى حياته بسهولة، لأول مرة يشعر بمثل هذا الشعور العجيب المُبهج، أغمض عينيه، استسلم والابتسامة لا تفارق وجهه. بعد نصف ساعة كانت سيارة إسعاف تقف ومسعفان يحملان جثمان شاب فى العقد الثالث من العمر تمدد على مصطبة على الكورنيش المواجه للسفارة البريطانية. بعد ساعة عبر طفل يبيع المناديل عند المصطبة الواقعة على كورنيش النيل المواجهة للسفارة البريطانية، التقط جنيهين معدنيين كانا على الأرض بجوار المصطبة، انطلق فرحاً بالجنيهين المعدنيين ..

لينك القصة ع الفيس :
https://www.facebook.com/pharmacisteg/posts/10201839239173117?ref=notif&notif_t=like

بقلم دكتور أيمن أحمد عجور
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب والمدونة ولا يجوز الإقتباس من المدونة دون الرجوع للكاتب.

الأربعاء، 19 مارس 2014

حقائق وأرقام عن الحرب العالمية الثانية



حقائق وأرقام عن ‫#‏الحرب_العالمية_الثانية‬ :

- اتقتل فى الحرب حوالى 60 مليون شخص.
- 2/3 (ثلثى) اللى اتقتلوا فى الحرب من المدنيين.
- اتقتل من دول المحور (ألمانيا واليابان وإيطاليا) أكتر من 3 مليون مدنى.
- اتقتل من دول الحلفاء (أمريكا، الاتحاد السوفييتى، بريطانيا، فرنسا) حوالى 35 مليون مدنى.
- من 10 إلى 20% من سكان الاتحاد السوفييتى ويوغسلافيا وبولندا اتقتلوا فى الحرب.
- من 4 إلى 6% من سكان ألمانيا وإيطاليا والنمسا والمجر واليابان والصين اتقتلوا فى الحرب.
- 90% من مدن كولونيا ودوسلدروف وهامبورج اتسوى بالأرض تحت قصف الحلفاء.
- 70% من البنايات اللى فى وسط فيينا انهدمت.
- مدينة وارسو (عاصمة بولندا) دمرها الألمان شارعاً شارعاً وبيتاً بيتاً.
- اتدمر خمس مبانى الدولة فى فرنسا بشكل كلى أو جزئى.
- 25 مليون شخص من سكان الاتحاد السوفييتى اتقتلوا فى الحرب.
- 25 مليون شخص من سكان الاتحاد السوفييتى اتشردوا.
- اتدمر 6 مليون مبنى.
- اتدمرت أغلب المصانع والمزارع وسويت بالأرض.
- اتشرد فى الحرب 50 مليون شخص فى أوروبا.
- اتدمرت أغلب المدن اليابانية تحت القصف الأمريكى.
- أكتر من نصف مبانى طوكيو سُويت بالأرض.
- فقدت اليابان أكتر من 40% من المناطق الحضارية تحت القصف.
- تشريد نحو 9 مليون يابانى.
- اتقتل 4 مليون أندونيسى بسبب الجوع والمرض نتيجة للحرب والتشريد.
- مات مليون هندى نتيجة للجوعه والمرض بسبب الحرب.
- اتدمر 80% من مبانى العاصمة الفلبينية "مانيلا".

قالوا عن الحرب :
- وصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ، بكلمات قوية ليست بالغريبة عليه ، أوروبا ما بعد الحرب بأنها « كومة من الأنقاض ، ومقبرة ، وأرض خصبة للأوبئة والكراهية ».
- وفق تعبير المراسل ويليام شيرر فإن برلين كانت « أرض خراب تام ، ولا أظن أن دمارًا وقع من قبل قط على مثل هذا النطاق » .
- قال مساعد وزير الخارجية الأمريكى الأمريكي دين أتشيسون : « إن نظام وبنية العالم الذي ورثناه من القرن التاسع عشر ولَّيَا بالكامل إلى غير رجعة . »
- حذر وكيل وزارة الخارجية الأمريكي جوزيف جرو في يونيو ١٩٤٥ : « الفوضى قد تنتج عن المحنة الاقتصادية والاضطراب السياسي السائدين حاليًّا » .
- قال المؤرخ توماس جي باترسون : « إن الدمار الرهيب الذي شهده العالم بين عامي ١٩٣٩ ١٩٤٥و كان شاملًا وعميقًا لدرجة انقلب العالم معها رأسًا على عقب . ليس فقط عالم البشر بعماله ومزارعيه وتجاره وموسريه ومفكريه الأصحاء المنتجين ، ليس فقط ذلك العالم الآمن بعائلاته ومجتمعاته المتماسكة ، ليس فقط ذلك العالم العسكري بقوات العاصفة التابعة للنازي وطياري الكاميكازي اليابانيين الانتحاريين ، بل كل هذا معًا وأكثر . » وبزعزعة « عالم السياسات الراسخة والحكم والتقاليد الموروثة والمؤسسات والتحالفات والولاء والتجارة والطبقات الاجتماعية ».

مصادر : الحرب الباردة - روبرت جيه ماكمان.

https://www.facebook.com/pharmacisteg/posts/10201690931585520?ref=notif&notif_t=like


بعض صور الحرب العالمية الثانية
















الأحد، 16 مارس 2014

المؤرخ "توماس جى باترسون" عن الحرب العالمية الثانية



British and South African soldiers hold up a Nazi trophy flag while combat engineers on bulldozers clear a path through the debris of a bombed-out city, Italian Campaign, World War II.

مصدر الصورة : http://life.time.com/history/world-war-ii-in-color-photos-italian-campaign/attachment/23_1268128/

يقول المؤرخ توماس جي باترسون : « إن الدمار الرهيب الذي شهده العالم بين عامي ١٩٣٩ ١٩٤٥و كان شاملًا وعميقًا لدرجة انقلب العالم معها رأسًا على عقب . ليس فقط عالم البشر بعماله ومزارعيه وتجاره وموسريه ومفكريه الأصحاء المنتجين ، ليس فقط ذلك العالم الآمن بعائلاته ومجتمعاته المتماسكة ، ليس فقط ذلك العالم العسكري بقوات العاصفة التابعة للنازي وطياري الكاميكازي اليابانيين الانتحاريين ، بل كل هذا معًا وأكثر . » وبزعزعة « عالم السياسات الراسخة والحكم والتقاليد الموروثة والمؤسسات والتحالفات والولاء والتجارة والطبقات الاجتماعية ».

الجمعة، 14 فبراير 2014

حوار دكتور سامي الذيب مع الدكتور حسين فوزى



قضيت سنة كاملة في مصر بين عامي 1976 و 1977 لتحضير رسالة الدكتوراه في القانون لجامعة فريبورغ السويسرية عن وضع غير المسلمين (يمكن تحميلها أو طلبها من هذا الرابط http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=212). والتقيت هناك بعدة شخصيات مثل المهووس مصطفي محمود والأديب نجيب محفوظ والفيلسوف زكي نجيب محمود والأستاذ بطرس بطرس غالي وغيرهم. واقدم لكم هنا مقابلة اجريتها بتاريخ 8 سبتمبر 1977 في مبنى الأهرام في القاهرة مع المفكر العظيم الدكتور حسين فوزي (1900-1988). وسوف اقدم لكم مقابلات اخرى لاحقا.

بعد ان عرضت عليه موضوع رسالة الدكتوراه علق قائلا:
**حسين فوزي: نحن امام مصيبة. لا اعرف إلى اين يتجه البلد. أول مرة التقيت مع القذافي هنا في مبنى الأهرام قلت له: "لا افهم كيف يمكن لدولة في نهاية القرن العشرين ان تقول أن لها دين. فهل رأيت دولة تحج وتصلي أو تذهب للسماء أو للجحيم؟ الدولة هيئة ادراية. إن شيوخ الأزهر آفة على المجتمع. عندنا هنا الرئيس السادات رجل ذكي جدا ولكنهم رابطينه. الشعب طيب ويستطيع ان يدبر الأمور، والمشكلة تكمن في شيوخ الأزهر الضائعين.

**سامي الذيب: لقد طرحت في رسالة الدكتوراه الوضع القانوني للغير المسلمين، فالإسلام لا يعترف بالزواج بين مسيحي ومسلمة ولا بالميراث مع اختلاف الديانة ويسن على قتل المرتد.
**حسين فوزي: عليك ان تلاحظ شيء. هناك العادات من جهة ونص القرآن من جهة أخرى. فأنا مثلا لا يمكنني ان اترك الخبز على الأرض رغم انه ليس من الدين، بل من العادة. وقد تزوجت مع فرنسية من عائلة نورماندية عريقة وخلفت منها ثلاثة اولاد واعطيتهم اسماء مسيحية لإرضاء جدتهم المسيحية. ولكن أمي لم تكن راضية من ذلك بينما كنت على تفاهم تام مع زوجتي. اعرف اقباط متزوجين مع مسلمات مصريات، ومسلمين متزوجين مع قبطيات. وحتى ان كان هناك حب، فالأمور لا تسير كما يرام. لماذا؟ بسبب العادات. يمكن ان تتخطى الدين، ولكن لا يمكنك ان تتخطى العادات. هناك مناطق حيث الأقباط والمسلمون اخوة ويقدمون التعازي لبعضهم البعض، ولكن هناك مناطق حيث الأقباط والمسلمون اعداء بصورة خطيرة. يجب تغيير العقليات.

**سامي الذيب: هناك في الواقع سؤال فلسفي اطرحه واود رأيك فيه. اذا قال لي شخص بأن الله قال، أجيبه: "على فرض ان الله قال، فهل قاله إلى الأبد؟ هل لم يغير رايه؟" ما رأيك؟
**حسين فوزي: هذا فعلا ما يجب ان يقال. خذ السعودية. هذا بلد متخلف ويمكنها ان تقطع يد السارق. أما نحن في مصر، فقد اتصلنا بالغرب منذ أكثر من قرن ونصف، ولا يمكننا ان نقطع اليد. هناك من يقول بذلك، ولكن لا اعتقد ذلك. هل تتصور مصر تقطع يد السارق؟ هذه مصيبة، ومستحيل تحقيقه.

**سامي الذيب: كنت في اجتماع مع البابا شنودة الذي يأخذ الأمور على محمل الجد. لا يمكن قطع اليد لاسباب اقتصادية. بينما حد الردة فهذا شيء آخر. هناك قرابة 4000 مسلم يرتدون عن دينهم سنويا. فالدولة هي التي اصبحت متعصبة.
**حسين فوزي: هذا صحيح. لي صديق قبطي كلمني عن كل ذلك. لقد كلمني عن كنائس يتم مهاجمتها. من الممكن ان تسمح ببناء كنائس، ولكن هناك المتعصبون الذين لا يسمحون بذلك أو يبنوا جامع بقربها أو يقوموا بهدمها. الأمور تتجه نحو الأسوأ في هذا المجال.

**سامي الذيب: قال البابا شنودة: "يا حكومة، انت بيدك الإعلام، لماذا تقسمي البلد؟ لماذا هذه الطائفية؟ نحن دائما اوفياء لمصر وليس لدينا جماعة تكفير وهجرة أو اخوان مسلمين".
**حسين فوزي: تعرف من هم جماعة التكفير والهجرة؟ هم مثل شيخ الأزهر عبد الحليم محمود ولكن اكثر جنونا منه، فهم يحملون نفس الأفكار. اخاف اذا ما استمر الوضع كما هو عليه أن نتجه نحو انتفاض الأقباط وحرب أهلية، وعندها سوف يتم ذبح السبع ملايين قبطي. يوجد عندنا تعصب كبير وانا متخوف من ذلك.

**سامي الذيب: هل تظن ان السعودية وراء ذلك؟
**حسين فوزي: نحن بحاجة للمال. والسعودية تدفع. لا اظن انها تقول بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، بصورة صريحة، ولكنها تقول للسادات "خلي عندك ذوق"، والجماعات الإسلامية تدفع في هذا الإتجاه. عندنا "مرعي" الذي يحاول ان يتحايل، والسادات كذلك، أما نواب مجلس الشعب فهم أغبياء وأخاف أن يصلوا إلى هدفهم. مصيبتنا الكبرى هي ثورة 1952 التي اعاقت مسيرتنا نحو الليبرالية. صحيح ان الملك كان يلعب، ولكن اليوم الكل يلعب. العيب ليس في السادات، فهو رجل طيب، ولكن في الشيوخ والجماعات الإسلامية الذين يسعون لهذا الهدف. فهؤلاء الشيوخ وتلك الجماعات يقولون بأننا كلنا كفار ومصيرنا الجحيم. تكلمت يوما مع شيخ وقلت له: "أنا لا اصوم ولا أصلي من عمر 17 سنة، بينما كنت اصوم واصلي بين عمر 7 و 17 السنة. وبعد ذلك تعلمت ووسع فكري". أجابني بأني كافر، ولكني لست كافرا. فأنا ما زلت مسلما وهذه الشهادة وليس له علي شيء.
كل شيء يسير إلى الأمام، إلا بلاد الإسلام. لقد زرت جميع البلاد الإسلامية. الإسلام دين التخلف. المصلحون البوذيون اخرجوا بلادهم من الورطة، بينما هنا نحن دائما متمسكون بالنص الديني. وأشخاص مثل مصطفى محمود، إما أنهم لا يفكرون أو انهم لا يعرفون ما يدور في العالم. لقد رأيت الهند. كانت العادة ان تحرق المرأة مع زوجها المتوفي، ولكن تدريجيا تم التخلي عن هذه العادة. فبدأوا بطلب اذنها ولكن الشعب ضغط عليها. ثم طلبوا ان تعطي اذنها امام القاضي، بعيدا عن الناس. وهكذا انتهت العادة. هنا كل شيء يسير إلى الأسوأ.
لا أظن انه يمكن البرهنة على وجود الله علميا. دعونا نتركه على جنب. اعتقد ان العلم في بدايته، ولا احد يدري ما سوف نكتشف غدا. كنت اقول لطلبتي: لا تكلموني عن الله، فإرادة الله هي مجموعة قوانين الطبيعة. لقد قال الله في التوراة انه عمل ستة ايام ثم استراح إلى ما لا نهاية، والأنبياء الذين ادعوا ان الله ارسلهم كذابون ما دام ان الله في العطلة. وربما لم يخلق الله البشر. كل شيء نتج منه بذاته دون تدخل الله.

**سامي الذيب: اذن الأمور كما اقول: "الله لا يعمل شيء، فهل رأيتم الله يحمل زفت ورمل ويصلح مطبات القاهرة؟ ولذلك لا داع للصلاة له لكي يعمل لسعادتنا". لقد وضع الله كل شيء في طنجرة ورماها. وفي آخر الزمان يفتحها ليحكم على محتواها.
**حسين فوزي: نعم الأمور هي كذلك.

**سامي الذيب: اذا انت ترى أن الله لم يرسل الأنبياء وأنهم كذبة، فلماذا انت لا تقول للناس ذلك حتى نرتاح من الحركات الإسلامية التي تلعب بالشعب؟
**حسين فوزي: لو اقول للناس ذلك فسوف يقتلوني.

**سامي الذيب: ولكن ما العمل للخروج من مشكلة القوانين الإسلامية التي تروج لها الحركات الإسلامية؟
**حسين فوزي: اعتقد بأنه لا يمكن كسرها، ولكن يمكن التحايل عليها. وعلينا ان نحل المشكلة السياسية. فأصدقاء مصر هم اعداؤها، أعني بذلك الدول العربية والإسلامية. يمكننا ان نخلص من مشكلة اسرائيل في 24 ساعة، المشكلة في الفسلطينين ذاتهم. فهم ليسوا جديون. يحبون النزول في الفنادق الفاخرة والتنقل دون نهاية. لقد عشنا بصورة حسنة مع اليهود في مصر. اذكر عندما كنت في باريس لرؤية الأوركسترا الإسرائيلية. لقد احاط بي اصدقائي اليهود السابقون وتأثرت كثيرا بذلك. اريد أن تكون مصر دولة محايدة مثل النمسا.

**سامي الذيب: انا شخصيا اقترح الحل الفدرالي السويسري بين اليهود والفلسطينيين... زواج عقل بينهما.
**حسين فوزي: اعتقد ان هذا الحل صالح. لي استاذ صديق في لوزان اسمه Rieben، ويعلم العلوم السياسية. طلبت منه ان يقترح هذا الموضوع على احد طلبته ... وقد تنتقل الفكرة إلى غيره ثم تصل إلى بلادنا.

**سامي الذيب: هل تظن انه علي ان اقول الحقيقة؟
**حسين فوزي: ان قلت الحقيقة فسوف تجد نفسك امام مشاكل. قد لا تتمكن من الرجوع لبلدك فلسطين، ولكن لا يهم. عليك ان أن تقول كل شيء. كن علمي.

**سامي الذيب: لقد فكرت مرة أن اقول في رسالة الدكتوراه وبصورة غير مباشرة أن الوحي لعب اولاد صغار، فأنا لا أؤمن بالوحي.
**حسين فوزي: أظن انه يمكنك ان تقول ذلك، ولكن بصورة غير مباشرة. اترك القارئ يشك أو يحزر فكرك. ولكن لا تقل الأمور بصورة مباشرة. فإذا كان بإمكان القارئ أن يفتح الباب، لماذا تفتحه له أنت؟ اريد ان اخبرك ما حدث معي. لقد تغذيت يوما مع شيخ وقلت له بأن النبي يونس لم يقضي ثلاث ايام في بطن الحوت. ربما سقط من السفينة واخذه الحوت في فمه فرماه لأنه لم يتمكن من بلعه. فالحوت لا يمكنه ان يمرر الرجل من حلقه. فالحوت لا يمكن ان يبلع إلا السمك المتوسط الحجم. وبعد تلك الحادثة قام الملاحون بتضخيم القصة. فقال الشيخ: "وهل رأيت كل انواع الحيتان في العالم وفي التاريخ؟ فربما كان في التاريخ حيتان تسع بيوت كبيرة أو مدن". وأمام هذا المنطق الغبي لم استطع إلا أن اقول له: "الحق معك سيدي الشيخ". تصور بطن حوت فيه شوارع والنبي يونس قاعد مع الشيشة ويحشش. رأيك أيه في هذا المنطق؟ كان يمكن ان اقول له كل ذلك وأن قصة النبي يونس اسطورة لا أؤمن بها. ولكن هو يفهم ذلك دون ان اقوله له. فهو يحزر فكري. وهذا يكفي. ليس علي أن اذهب ابعد من ذلك. فلا حاجة للجدل مع أناس مثل أولئك. هل تظن انه من الممكن ان تتغلب على هذا المنطق الأعوج؟ بالطبع هذا مستحيل.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية : http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل أو يريد التبرع لهذا المشروع، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي:
sami.aldeeb@yahoo.fr


لينك الحوار من على موقع الحوار المتمدن :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=400037

الجمعة، 7 فبراير 2014

وصف المؤرخ المصرى ابن إياس للعثمانيين الأتراك







وصف المؤرخ المصرى ابن إياس للعثمانيين الأتراك بعد دخولهم القاهرة عام 1517م، بعد الغزو العثمانى لمصر بقيادة السلطان العثمانى سليم الأول.


الإسكرين شوت من كتاب (سندباد مصري: جولة فى رحاب التاريخ - حسين فوزى)

مكتبة مدينة كنساس العامة (أجمل مكتبة فى أمريكا)



مكتبة مدينة كنساس العامة (أجمل مكتبة فى أمريكا)


Is The Kansas City Public Library America's most beautiful public library? That's just the parking garage!

http://ow.ly/tmAbJ

الفلاح المصرى فى عيون كتاب الغرب فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر




الفلاح المصرى فى عيون كتاب الغرب فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر :

طيب يتميز بدماثة الخلق والوداعة رغم ما يعيشه من فقر مدقع إلا أن التأثير الحضارى لماضيه السحيق ما يزال أثره حاضرا بعكس العثمانى التركى الفظ الجلف المنبت الصلة بالحضارة.

الإسكرين شوت من كتاب (سندباد مصري: جولة فى رحاب التاريخ - حسين فوزى)

أنشودة "ولدى" الحزينة التى كان يرددها المصريون إبان عهد الخديوى عباس الأول







أنشودة "ولدى" الحزينة التى كان يرددها المصريون إبان عهد الخديوى عباس الأول حزنا على فقدانهم أبنائهم الذين فقدوا حياتهم فى حروب الجهادية إبان حروب المسكوف على نهر الطونة (الاسم العربى لنهر الدانوب الذى ينبع من ألمانيا ويصب فى البحر الأسود)، حيث كانوا يضرب رجال الخديوى الحصار على قرية ويطلبون من شيخ البلد عدد معين من الشباب المطلوبين للجهادية، والذى كان بدوره يستبعد أبناءه وأبناء أقاربه وأبناء الأغنياء، ليتم تجنيد أبناء الفلاحين الفقراء، فتودع النساء أبناءها بالنحيب والبكاء.

حرب شبه جزيرة القرم فى سيتينات القرن ال19 بين الدولة العثمانية و روسيا القيصرية (كان يطلق على الروس المسكوف نسبة الى موسكو) و أبلت القوات المصرية المساعدة للعثمانيين بلاءا رائعا و انتصروا على القوات الروسية فى معركة مدينة "سيفاستوبل" و احتلوها و التى عندما انسحب منها المصريين و سلموها للقوات الحليفة العثمانية خسرها الأتراك و استرجعتها منهم الروس و هى الآن القاعدة الرئيسية لأسطول البحر الأسود لروسيا و أوكرانيا سويا.
حرب لا ناقة لنا فيها و لا جمل انما استعباد للمصريين و التضحية بيهم كمجاملة للغير زى بالظبط حرب المكسيك اللى بعت فيها الخديوى إسماعيل قوات مصرية مجاملة ومساعدة لنابليون الثالث فى حربه هناك !
الإسكرين شوت من كتاب (
سندباد مصري: جولة فى رحاب التاريخ - حسين فوزى)


بليزاريوس أو بيليساريوس


فلافيوس بيليساريوس / بليزاريوس (500 - 565 م) كان أحد أعظم الجنرالات الرومان الشرقيين. كان مفيداً لمشروع الامبراطور جستنيان الطموح لإعادة احتلال جزء كبير من أراضي حوض البحر الأبيض المتوسط التي تبعت الإمبراطورية الرومانية الغربية السابقة والتي فقدتها قبل قرن من الزمان.

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D8%B3





اللوحة إبداع الفنان والمصور لويس ديفيد، فى متحف اللوفر، للقائد البيزنطى العظيم بليزاريوس، فى صورة شيخ كفيف يستجدى المارة وقد وقف بين ساقيه حفيده الصغير، يمد ذراعيه بخوذة القائد، ويتلقى الإحسان من يد عابر سبيل.
بليزاريوس هو من حمى بيزنطة من جيوش كسرى أنو شروان، وانتصر على الفاندال فى أفريقيا، وخلص روما ونابولى ورافينا وسردينيا من الغوط الشرقيين، وحمى القسطنطينية من الهون .. فكان جزاؤه غيرة الإمبراطور يوستنيانوس بتحريض من الإمبراطورة تيودورا وكانت نهايته هذه النهاية الأليمة ..

http://en.wikipedia.org/wiki/File:David_-_Belisarius.jpg





اللوحة من إبداع الفنان أندرييه فنسنت

http://en.wikipedia.org/wiki/File:Belisarius_by_Francois-Andre_Vincent.jpg

الأربعاء، 5 فبراير 2014

تحميل كتاب "سندباد مصري: جولة فى رحاب التاريخ - حسين فوزى"




تحميل كتاب "سندباد مصري: جولة فى رحاب التاريخ - حسين فوزى"

هذا الكتاب أدبى فى مظهره، تاريخى فى جوهره يتناول حياة المصريين فى عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث لا بالصبغة التاريخية التقليدية وإنما بأسلوب العرض الفنى . فهو صور من الحياة المصرية على مدى العصور . إنه جولات مصرى فى رحاب تاريخه بعيدة عن السرد التاريخى الممل وذكر قصص الملوك وغزواتهم . إن المؤلف يسلط أضواءه على الشعب المصرى وصناعنه الاصيلة : صناعة الحضارة . والتاريخ المصرى بحكم طوله وتنوع وسائل دراسته ، مقطع الأوصال كأنه تاريخ أمم متعاقبة ، ولكن هذا الكتاب يعرضه لنا فى قصه واحدة متكاملة بطلها الشعب المصرى الخالد.

لينك التحميل :

http://www.4shared.com/office/bA1TH91wce/__-__.html


الخميس، 30 يناير 2014

ألمانيا و النازية




جثة 1400 معتقل في أحد سجون النازية، عثرت عليهم القوات البريطانية عند دخولها ألمانيا. معظمهم قتلوا في الغارات الجوية أو ماتوا جوعا.

لا يعرف بالضبط عدد ضحايا النازية ولكن اتبع أن يشار إلى عدد الضحايا اليهود حوالي 6 مليون، و 9 -20 مليون من الشعوب والمجموعات الأخرى: 3 مليون بولندي و 3 مليون جندي أسير روسي وحوالي مليون من الغجر، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المقعدين والعاجزين والمثليين وغيرهم.

النازية (بالألمانية: Nationalsozialismus) هي حركة سياسية تأسست في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، حيث تمكن المنتمون للحزب القومي الاشتراكي العمالي الألماني تحت زعامة أدولف هتلر من الهيمنة عام 1933 على السلطة في ألمانيا وإنشاء ما سمي بدولة الزعيم والمملكة الثالثة. التي أثارت الحرب العالمية الثانية وقد اتهمت بارتكاب المحرقة (الهولوكوست) بحق اليهود والغجر إلا أن هذه الاتهامات لاقت معارضة وإنكار حيث تم إنكار المحرقة في عدة مواقع ً وتحت ذريعة المحرقة المزعومة تم إنشاء دولة لليهود في فلسطين هي "إسرائيل" ودفع تعويضات لأهالي المحرقة المزعومة وبذلك تم إنشاء "دولة إسرائيل" كتعويض عن مالاقاه اليهود في ذلك الوقت برعاية الحركة الصهيونية التي جائت بعد النازية ورديفة لها وتم اعتقال ومحاكمة كل من ينكر المحرقة أو يشكك بها وآخرها جاءت من قبل أحد أساقفة الفاتيكان

ما زالت هذه الأفكار والأهداف موجودة في عقائد وأنظمة بعض الأحزاب والمجموعات اليمينية وتسمى Neonazismus اليوم بالنازية الجديدة (القومية الجديدة)

مجرد الدعاية لهذه الأفكار أو تنظيم الشعارات واستخدامها هي في ألمانيا والنمسا وبعض الدول الأخرى ممنوع قانونيا وتترتب عليه عقوبات قضائية.

الهزيمة في الحرب العالمية الأولى، معاهدة فيرساي، أزمة الكساد الاقتصادي، اتهام مراكز القوى المتمثلة الديموقراطيون الاشتراكيون وحكومة فيمر ببيع ألمانيا، كل هذه الأحداث العصاب أدت إلى التفكير في ضرورة وجود حزب يعمل على اتحاد العمال، ورفع الاقتصاد من كبوته ورفع نسبة الشعور والانتماء الوطني للشعب الألماني بعدما أحبطته هزيمة الحرب العالمية الأولى، وعملت على تشكيل النواة الأولى للفكر العمالي الاشتراكي الألماني.

5 يناير 1919، قام آنتون دريكسلر والصحفي كارل هارير بتأسيس حزب العمل الألماني في ميونخ.

في أحد اجتماعات ميونخ، سبتمبر 1919، كان المتحدث الرئيسي هو جوتفريد فيدير وحالما أنهى حديثه قام أحد الحضور واقترح أن بافاريا يجب أن تنفصل عن بروسيا والنمسا كأمة مستقلة. وكان أدولف هتلر من بين الجمهور الذي حضر هذا الاجتماع، وطبقا لما أورده هتلر في كتابه كفاحي فإنه هب قائما لكي يضحد الجدال الذي نشأ نتيجة للاقتراح الذي قدمه العضو، فاقترب منه دريكسلر ووضع كتيبا في يده وكان عنوانه " يقظتي السياسية "، وكما ذكر هتلر في كتابه، فإن هذا الكتيب قد كان له أثر عميق في قراراته. لاحقا في ذلك اليوم استلم هتلر بطاقة بريدية تخبره بأنه قد تم قبوله في حزب العمل الألماني، وبعدما فكر مليا -كما يذكر هتلر- قرر الانضمام للحزب.

باكرا في عام 1920 قام دريكسلر بتغيير لاسم الحزب كما أوصى هتلر من حزب العمل الألماني إلى حزب العمل القومي الاشتراكي الألماني (NSDAP).

في عام 1921 أصبح هتلر قائدا للحزب لما تمتع به من مهارات تنظيمية وقدرة على الخطابة.

في صيف نفس العام سافر هتلر إلى برلين Berlin ليلتقي بالاشتراكيين الألمان من جنوب ألمانيا، وبينما كان هتلر غائبا، قام أعضاء من لجنة الحزب يقودهم دريكسلر بنشر كتيب اتهام لـهتلر، يتهمونه بالبحث عن القوة الشخصية بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وعلى الفور أقام هتلر برفع دعوى سب وتشهير، مما أجبر دريكسلر على إنكار ما فعل في مؤتمر عام، ومنذ ذلك الحين عين دريكسلر في منصب رئيس شرفي للحزب إلى أن تركه في عام 1923.

بدءا من عام 1924 بدأ الحزب باكتساب جماهيرية عريضة وتكونت خلايا حزبية نازية في الجنوب ثم توحدت مع المركز في ميونخ، وكان هتلر يحلم بإقامة ألمانيا عظمى القائمة على أساس سيادة الجنس الآري وتفوقه.

فاز الحزب النازي في انتخابات 12 ديسمبر 1929 وتسلق البرلمان الألماني وكان عدد اعضاؤه 276 من اصل 387 نائب وبذلك قويت شوكة الحزب وازداد نفوذه في الدولة الألمانية

كانت رؤيا الحزب واسسه المبنية على التنطيم والعداله الذريعه الأولى لاحتلاله مناطق واسعه

وانتهى به المطاف إلى دخول الحرب العالمية الثانية (1939_1945) التي كانت نهاية المطاف لسيرته في حكم ألمانيا لاكثر من 15 عام.

قادة الحزب النازي انتهى بهم المطاف إلى الانتحار مثل رئيسهم ادولف هتلر وتم تاسيس محكمة في مدينة نورمبرغ في جنوب وسط ألمانيا عرفت بمحكمة نورمبرغ واستمرت لمدة سنوات لمحاكمة قياداة النازية المتورطون بجرائم ضد الإنسانية وحوكموا محاكمة شكك الكثيرون في نزاهتها ونفذ حكم الاعدام شنقا بحق عدد كبير منهم مثل وليم فرنك والفون فيريون برغ وتم تصوير جثثهم بعد عملية الاعدام وهم عراة من غير ملابس ولا ينسى التاريخ صورة النازي وليم فرانك وهو عاري الجسد والدم يتساقط من راسه بعد عملية الاعدام وكانت عملية الاعدام بالشنق بحق القادة النازيين صباح 21_ديسمبر _1946. [بحاجة لمصدر] حيث اعدم في هذا الصباح أكثر من 85 قياديا نازيا.

بعد سقوط الحكم النازي مع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 أعلن عن الحزب النازي كغير قانوني في ألمانيا، ويمنع استعمال رموزه ونشر أفكاره.

أصبح المصطلح "نازية" وصفاً للأيديولوجية التي اتخذها ذلك الحزب في سنوات ال – 20 وال - 30 من القرن العشرين. والمبنية على العنصرية والتشدد ضد الأعراق الأخرى وكذلك على علوّ اجناس بشرية معينة على أجناس أخرى. وآمنت بقمع وحتى بإبادة الأعراق الدنيا، وبالمقابل الحفاظ على "طهر" الأعراق العليا. وصل الحزب النازي إلى الحكم في ألمانيا عام1933 بقيادة أدولف هتلر. شرع هذا باستعمال القوة لتحقيق أيديولوجيته. كان اليهود بالنسبة لهتلر في أدنى سلّم الأعراق البشرية. بدأ هتلر بتنفيذ برنامجه بإبادة شعوب ومجموعات بشرية أخرى وعلى رأسهم اليهود. أطلق على عملية الإبادة اسم "المحرقة" "الهولوكوست". كما وضعت خطط لاحتلال المناطق التي يسكنها السلاف شرق ألمانيا، وجعلها مستعمرات ألمانية ضمن ما سمي بال(Lebensraum) أي حيز المعيشة، واستعباد شعوبها الأصليين لدعم الأقتصاد الألماني.

بدأت المحرقة في المرحلة الأولى ( 1933 – 1939)، بمطاردة اليهود ومضايقتهم واعتقالهم وطردهم من ألمانيا وسن قوانين عنصرية ضدهم. في هذه الفترة هرب من ألمانيا نصف اليهود تقريباً ( 235000 شخصاً). بين السنين (1939 – 1941)، كانت المعاملة مع الأعراق الدنيا أشد. فبعد احتلال بولندا من قبل ألمانيا أقيمت هناك معسكرات الاعتقال للمعارضين، وصدرت تعليمات جديدة بالنسبة لليهود تشمل سياسة طردهم من أراضي ألمانيا إلى بولندا المحتلة، وحرمانهم من الحقوق ومن ممارسة حياة اقتصادية وتحويلهم إلى عمال فقط. وتم اعتقال الكثير منهم وأقيمت معسكرات الاعتقال. كان هدفها تجميعهم في سجون كبيرة وفصلهم عن باقي السكان وتطهير مناطق من الأقليات. لكن لم تبدأ بعد خطة الإبادة. مع بداية الغزو النازي للاتحاد السوفييتي اتخذ القرار بإبادة اليهود والغجر في كل مكان يتم احتلاله. هناك تم قتل ما يناهز عشرة آلاف إنسان. في المرحلة الأولى تم القتل بالرصاص بعد نقلهم من قراهم إلى مكان بعيد ودفنهم في الغابات. وفي وقت لاحق ابتكروا طريقة الإبادة بواسطة شاحنات الغاز، حيث أدخلوا الغاز القاتل إلى داخل الشاحنة المحملة بحوالي سبعين شخصاً خلال سفرها من القرية إلى الغابة وهناك يتم دفنهم. بحث النازيون عن طرق أسرع وأسهل وأقل كلفة. فأنشئوا المراكز الثايتة للإبادة ولحرق الجثث. ففي المرحلة الثالثة (1941 – 1943) أقيمت معسكرات إبادة، نقل المحكوم عليهم بالإبادة من القرى – خاصة في شرق أوروبا – إلى معسكرات الإبادة بواسطة القطارات. هناك تم قتلهم بالغاز وإحراق جثثهم. معسكر تريبلينكا أقيم بمكان ناء وظل مخفياً خلال الحرب العالمية، تمّ فيه إبادة أكثر من 800 ألف شخص. عام 1942 أقيم أكبر معسكر إبادة هو معسكر أوشفيتس. كان يتسع لحوالي 100 ألف أسير في نفس الوقت. كان به خمس مبان لحرق الجثث وغرف غاز. في كل يوم تمت به عدة جولات إبادة. في كل جولة عشرات الآلاف من الضحايا. بعد القتل بالغاز الذي يستمر عشرين دقيقة فقط تنقل الجثث إلى المحرقة.

أوشفيتس، أصبح رمز خطة "الحل النهائي" لليهود كما أراده النازيون، فيه تمت إبادة مليون ونصف شخص.


شروط الاستيقاظ لـــِ أحمد مطر



شروط الاستيقاظ

 أيقظُوني عندما يمتلكُ الشعبُ زِمامَهْ .

عندما ينبسِطُ العدلُ بلا حَدٍّ أمامهْ .

عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ .

عندما لا يستحي منْ لُبْسِ ثوبِ الاستقامةْ

ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ

لا تَعْدِلُ في الميزانِ مثقالَ كَرامهْ .

 سوفَ تستيقظُ .. لكنْ

ما الذي يَدعوكَ للنَّومِ إلى يومِ القِيامَةْ ؟


لـــِ أحمد مطر

"أنصفوا مصر" للصحفى السعودى "جميل فارسى"




يخطئ من يقيّم الأفراد قياساً على تصرفهم في لحظه من الزمن أو فعل واحد من الأفعال ويسري ذلك على الأمم, فيخطئ من يقيّم الدول على فتره من الزمان, وهذا للأسف سوء حظ مصر مع مجموعة من الشباب العرب الذين لم يعيشوا فترة ريادة مصر .

تلك الفترةكانت فيها مصر مثل الرجل الكبير تنفق بسخاء وبلا امتنان وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر .

هل تعلم يا بني أن جامعه القاهرة وحدها قد علمت حوالي المليون طالب عربي ومعظمهم بدون أي رسوم دراسية؟ بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين؟

وهل تعلم أن مصر كانت تبتعث مدرسيها لتدريس اللغةالعربية للدول العربية المستعمرة حتى لا تضمحل لغة القرآن لديهم, وذلك كذلك على حسابها؟ هل تعلم أن أول طريق مسفلت إلى مكة المكرمة شرفها الله كان هدية من مصر؟

على مر العصور والعرب صفر على الشمال بدون مصر، حتى وإن مرضت مصر واغتنى العرب

فحركات التحرر العربي كانت مصر هي صوتها وهي مستودعها وخزنتها. وكما قادت حركات التحرير فأنها قدمت حركات التنوير. كم قدمت مصر للعالم العربي في كل مجال، في الأدب والشعر والقصة وفي الصحافة والطباعة وفي الإعلام والمسرح وفي كل فن من الفنون ناهيك عن الدراسات الحقوقية ونتاج فقهاء القانون الدستوري .

وكما تألقت في الريادة القومية تألقت في الريادة الإسلامية. فالدراسات الإسلامية ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لها شرف الريادة. وكان للأزهر دور عظيم في حماية الإسلام في حزام الصحراء الأفريقي .

وكان لها فضل تقديم الحركات التربويةالإصلاحية

أما على مستوى الحركة القومية العربية فقد كانت مصر أداتها ووقودها

. وإن انكسر المشروع القومي في 67 فمن اظلم أن تحمل مصر وحدها وزر ذلك, بل شفع لها أنها كانت تحمل الإرادة الصلبة للخروج من ذل الهزيمة .

إن صغر سنك يا بني قد حماك من أن تذوق طعم المرارة الذي حملته لنا هزيمة 67, ولكن دعني أؤكد لك أنها كانت أقسى من أقسى ما يمكن أن تتصور, ولكن هل تعلم عن الإرادة الحديدية التي كانت عند مصر يومها؟

أعادت بناء جيشها فحولته من رماد إلى مارد. وفي ست سنوات وبضعة أشهر فقط نقلت ذلك الجيش المنكسر إلى أسود تصيح الله أكبر وتقتحم أكبر دفاعات عرفها التاريخ . مليون جندي لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومن خلفة. بالله عليك كم دولة في العالم مرت عليها ست سنوات لم تزدها إلا اتكالاً؟ وست أخرى لم تزدها إلاخبالا .

ثم انظر, وبعد انتهاء الحرب عندما فتحت نفقاً تحت قناة السويس التي شهدت كل تلك المعارك الطاحنة أطلقت على النفق اسم الشهيد أحمد حمدي. اسم بسيط ولكنه كبر باستشهاد صاحبه في أوائل المعركة. انظر كم هي كبيرة أن تطلق الاسم الصغير .

هل تعلم انه ليس منذ القرن الماضي فحسب، بل منذ القرن ما قبل الماضي كان لمصر دستوراًمكتوباً .

شعبها شديد التحمل والصبر أمام المكاره والشدائد الفردية، لكنه كم انتفض ضد الاستعمار والاستغلال والأذى العام .

مصر تمرض ولكنها لا تموت، إن اعتلت اعتل العالم العربي وان صحت صحوا, ولا أدل على ذلك من مأساة العراق والكويت, فقد تكررت مرتين في العصر الحديث, في أحداها وئدت المأساة في مهدها بتهديد حازم من مصر لمن كان يفكر في الاعتداء على الكويت *, ذلك عندما كانت مصر في أوج صحتها. أما في المرة الأخرى **فهل تعلم كم تكلف العالم العربي برعونة صدام حسين في استيلاءه على الكويت؟. هل تعلم إن مقادير العالم العربي رهنت لعقود بسبب رعونته وعدم قدرة العالم العربي على أن يحل المشكلة بنفسه .


إن لمصر قدرة غريبة على بعث روح الحياة والإرادة في نفوس من يقدم إليها. انظر إلى البطل صلاح الدين , بمصر حقق نصره العظيم. أنظر إلى شجرة الدر مملوكة أرمنية تشبعت بروح الإسلام فأبت إلا أن تكون راية الإسلام مرفوعة فقادت الجيوش لصد الحملة الصليبية .

لله درك يا مصر الإسلام, لله درك يا مصر العروبة

إن ما تشاهدونه من حال العالم العربي اليوم هو ما لم نتمنه لكم. وأن كان هو قدرنا, فانه اقل من مقدارنا واقل من مقدراتنا .


أيها الشباب أعيدوا تقييم مصر,,

ثم أعيدوا بث الإرادة في أنفسكم فالحياة أعظم من أن تنقضي بلاإرادة .

أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم ..



د. أحمد زويل يكتب: إلى أين نحن ذاهبون؟



د. أحمد زويل يكتب: إلى أين نحن ذاهبون؟

إلى أين تتجه مصر».. طرح علىّ سائق يدعى «محمد» هذا السؤال مؤخراً، ولا شك أن هذا هو السؤال الذى يدور فى نفوس الجميع، بعد أن فتحت الثورات الشعبية التى أوجدت الربيع العربى، باباً جديداً لانتخابات نزيهة هذا الخريف.

فى تلك اللحظة الفارقة فى التاريخ، فإن هناك تحديين رئيسيين يواجهان الأمة التى تحتل موقع القلب فى العالم العربى. الأول، هو كيفية تحفيز الانتقال الديمقراطى بشكل يضمن وحدة المصريين وتماسكهم كنسيج قوى، والتحدى الثانى مرتبط بالأول ويدور حول كيفية الوصول إلى سلام عادل فى المنطقة، وهو الأمر الذى يؤيده الرأى العام المصرى بشكل عام.

ومنذ الإطاحة بحسنى مبارك، قبل عدة أشهر، كان الطريق إلى الديمقراطية وعرا، إلا أن روح التفاؤل لاتزال طاغية، وأذكر هنا أن آلاف الأشخاص التفوا حول مبنى الجامعة الأمريكية فى ميدان التحرير ليشهدوا إعلان المشروع القومى للنهضة العلمية، وبناء المدينة الجديدة للعلوم والتكنولوجيا. فأخيرا شعر المصريون أنه سيكون بوسعهم أن يلتحقوا بالمستقبل الذى كان مغلقا فى وجوههم بسبب الديكتاتورية، وكان حديثى - الذى بثه التليفزيون على الملايين من المصريين - بهذه المناسبة تحت عنوان «مصر الأمل».

إلا أن التفاؤل اهتز قليلاً مع ما حدث فى شهر يوليو الماضى، عندما شهد العالم أكبر مظاهرة منذ الإطاحة بمبارك، حيث زحف الإسلاميون إلى ميدان التحرير وطالبوا بأن يتم حكم مصر بواسطة قوانين متشددة، ووجود الأعلام السعودية التى رفعها بعض المتظاهرين أثار مخاوف كبيرة، وعكست ذلك بعض العناوين الرئيسية فى الصحف فى اليوم التالى، وكان من بينها «بن لادن فى التحرير». بعدها وتحديدا فى «سبتمبر»، جاء الهجوم على السفارة الإسرائيلية فى القاهرة بعد مقتل ضباط مصريين على الحدود فى سيناء، ليتسبب فى إثارة الانتباه والانزعاج، خصوصا فى أمريكا، وفرض هذا الحدث نقاشات مطولة حول أمن إسرائيل ومستقبل السلام فى الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من تلك الأحداث، إلا أننى بقيت متفائلا بمستقبل مصر، حيث إن المصريين لم يعودوا خائفين من حكامهم، وأصبحوا يعرفون كيف يتظاهرون وهم مصممون على أن يغيروا الطريقة التى حكمت بها بلادهم عقوداً طويلة. ولكن علينا أن نتبع مبادئ قوية ومحددة تعينهم على التقدم نحو المستقبل.

أول هذه المبادئ هو أنه على المصريين أن يركزوا على الأهداف طويلة المدى، فمن غير المجدى أن يستمر الإعلام فى أساليبه الضحلة التى اعتاد عليها فى الماضى. والآن عليه أن يفتح نقاشا واسعا وبناء حول الأشياء الأساسية المتعلقة بمستقبل مصر مثل المبادئ الدستورية والعلاقة بين الدين والسلطة، وكيفية إعادة تشكيل النظام التعليمى وتحريك الاقتصاد الراكد، ودفعه للأمام.

ثانياً: سيكون من غير المنصف أن يتم إبعاد جميع الأشخاص الذين كانوا مرتبطين بالنظام السابق، حيث يجب النظر إليهم بوصفهم مواطنين، من الأفضل لهم ولنا إعادة توجيه طاقتهم والاستفادة من مواردهم بما يسمح ببناء مستقبل البلاد، فمصر لا تتحمل أن تستبعد جزءا حيويا من طاقتها الفكرية بسبب انتمائه للماضى، أو بسبب الصراع بين القادة السياسيين حول حجم القطعة، التى سيحصلون عليها من كعكة الثورة. حيث إن تأمين عملية الوصول إلى الديمقراطية يتطلب البعد عن الاستقطاب والتناحرالسياسى والأيديولوجى، التى ظهرت خلال الآونة الأخيرة، من أجل تحقيق الهدف الذى قامت الثورة من أجله وهو «إسقاط النظام».

وأخيراً، ولكنه المبدأ الأهم فإنه يجب على الجيش والحكومة أن يضعوا جدولاً واضحاً للأسابيع والشهور القادمة، لأنه لم يعد هناك فرصة لأحد لتبديد الوقت. فالمصريون مازالوا يكنون احتراما كبيرا للمؤسسة العسكرية، إلا أنهم قلقون لأن المجلس العسكرى لايزال الوحدة الأساسية والوحيدة التى تدير عملية الانتقال إلى الديمقراطية، وبقاء الوضع الراهن قد يذكر البعض بمخاوف تسبب فيها النظام السابق من أجل إحباط الطموحات الديمقراطية.

وأفضل علاج للشك هو الوضوح والاتصال من المجلس العسكرى ووضع جدول زمنى بالمواعيد المستقبلية مع تحديد جملة من الأشياء الأساسية مثل: قانون الطوارئ، وحق المصريين فى الخارج فى التصويت، ودور المحاكم العسكرية، ويجب أن يحدد المجلس أيضا كيف ومتى سيتم تسلم الحكومة الجديدة مقاليد الأمور؟، فالمظاهرات الضخمة لاتزال مستمرة فى التحرير ولكى تتقدم البلد للأمام لابد من الاستقرار والأمن.

وهناك وسيلة أخرى مقترحة لبناء الثقة بين الطرفين تتمثل فى إنشاء مجلس وطنى من الشخصيات البارزة يعمل كحلقة وصل بين المجتمع المدنى والمؤسسة العسكرية الحاكمة، فوجود «مائدة مستديرة» بين المجتمع المدنى والعسكريين فى بولندا ساعد البلد على الانتقال الديمقراطى مع نهاية الحرب الباردة.

ولاشك أن الارتباك والحيرة الحالية يهددان التطور الاقتصادى للثورة، كما أن التطور الديمقراطى للبلاد يعتمد كثيرا على تطورها الاقتصادى، لذا يجب أن يكون الانتقال الديمقراطى حقيقيا وبأسرع ما يمكن.

وسيكون من الخطأ القول بأن التوتر الحالى بين مصر وإسرائيل سيعنى نهاية معاهدة السلام بين البلدين، فخلال الثورة لم يكن هنا شعار واحد ضد السلام أو ضد إسرائيل فى ميدان التحرير، وقال السفير الإسرائيلى فى مصر إنه لم تتم معاملته بشكل سيئ قبل الأحداث الأخيرة، فما أثار غضب الشباب المصريين هو قتل الضباط والجنود المصريين فى سيناء، ووصف مسؤول إسرائيلى فى حكومة نتنياهو لمبارك بأنه «أفضل صديق لإسرائيل».

ومنذ اندلاع الثورة يشعر المصريون أنهم «نحن الشعب»، وليس الحكام من سيقرر كيف تكون العلاقة مع إسرائيل.

وبعد تونس ومصر وليبيا، فإن الشرق الأوسط كله يستيقظ، وروح الربيع العربى ستمتد إلى الفلسطينيين الذين سيطالبون بإنهاء الاحتلال، مثلما طالب المصريون بإنهاء الديكتاتورية. ولا يجب أن تقف القوى الكبرى فى مواجهة تيار التاريخ، وبدلا من ذلك فإن عليهم أن يلتزموا بإنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى بإقامة دولة جديدة على حدود 1967، واتباع مثل هذا المسلك يعد أفضل ما يمكن فعله للمجتمع الدولى، لأنه سيوجه طاقات العرب إلى بناء دولهم بدلا من التركيز على الصراع مع إسرائيل، ففى تلك اللحظة الدقيقة فإن كل من يستخدم الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى للحصول على مكاسب سياسية فإنه مدان بارتكاب جريمة ضد الأمل.

والأولوية الآن هى منع الآمال والطموحات التى ظهرت فى الربيع العربى من الخروج من سياقها بسبب التشتت وغياب الرأى الموحد أو بسبب التلاعب بالمشاعر المتأججة التى طالما ارتبطت بالقضية المركزية، وهى السلام فى الشرق الأوسط.

نقلاً عن جريدة «نيويورك تايمز»
Blogger Widgets