الأحد، 29 مايو 2011
الخميس، 26 مايو 2011
الإخوان و السلفيون النازيون الجُددُّ ...
كنا نظن أن الثورة قادرة على صهرنا جميعاً فى بوتقة واحدة هى حب هذا الوطن و العمل من أجل رفعته، تلك الثورة التى وحدت الجميع على قلب رجُلٌ واحد رافعين شعاراً موحداً " عيش ... حرية ... كرامة إنسانية " سيظل شعارها هو شعار مصر الحديثة، مصر الدولة المدنية، دولة القانون التى لا تفرقة فيها على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو اللون، دولة المساواة و العدل.
و لكننا فوجئنا بتصرفاتٍ أقل ما توصف هو أن نصفها بالنازية و الإقصاء للاَخر صادرة من الجماعات التى ترفع الشعارات الدينية ( الإخوان و السلفيين ).
كيف ترفع هذه الجماعات شعارات الإسلام و هم أول من خالف الإسلام ؟
و سنتوقف أمام بعض المحطات التى مررنا بها منذ يوم 11 فبراير يوم تنحى الرئيس السابق .
1- أيام الاستفتاء أوراقاً تُوزع فى كل شِبر من بر مصر تدعو الناس للتصويت ب"نعم" فى الإستفتاء بحُجة نُصرة الإسلام و تصوير المنادين بالتصويت ب"لا" على أنهم مجموعة من العلمانيين اللادينيين و المسيحيين و أعداء الإسلام.
2- بعد الإستفتاء و ظهور النتيجة ب 77% نعم و 23% ب لا يخرج علينا أحد شيوخ السلفية مُهللاً مكبراً خارجاً علينا بمصطلح جديد " غزوة الصناديق " داعياً الذين صوتوا ب"لا" بأن يتركوا الوطن و أن يهاجروا لأن البلد أصبحت بلد الإسلاميين كما يسمون أنفسهم.3- السلفيون يُحاصرون الكنائس و يصل الأمر إلى مُحاصرة الكاتدرائية بالعباسية و يُطل علينا أحد شيوخهم مهدداً باقتحام الكنائس إن لم تُسلم "كاميليا شحاته" فوراً، ثم تخرج كاميليا شحاته لتُعلن أنها مسيحية و ستموت على المسيحية فتشتعل قلوب هؤلاء و ينطلق ثلاثة اَلاف سلفى فى حراسة البلطجية لمُحاصرة كنيسة "مارى مينا" بإمبابة بحثاً عن الأُخت عبير التى هربت من زوجها لأنه كان يسئ معاملتها و تزوجت عُرفياً من شاب مُسلم، ثم يتفاقم الوضع وسط غياب كامل للجيش و موقف مُريب للشرطة و تحدث الإشتباكات بين السلفيين و البلطجية من جهة و المسيحيين و المسلمين الذين تجمعوا لحماية دار من دور عبادة الله من الجهة الأُخرى ليلقى 12 مصرياً مصرعهم فى مشهد ظهر لنا بوضوح استخدام جهاز أمن الدولة الذى عاد للحياة مرة أُخرى تحت مُسمى " الأمن الوطنى " ذراعيه و هما السلفيين لخداع البسطاء باسم الدين و البلطجية لتربية و تهشيم رؤوس الذين فشل السلفيين فى خداعهم باسم الدين فظهر لنا شعار جديد " السلفيين و البلطجية إيد واحدة ".
4- الإخوانى "صبحى صالح" يُطلق تصريحات نارية بأنه لا يعترف بأى مُسلم علمانى أو ليبرالى أو يسارى، لا يعترف سوى بالمسلم الذى ينتمى إلى جماعة الإخوان فقط فى مشهد اقصائى لأغلب المصريين.
5- الإخوانى "صبحى صالح" أيضاً يخرج علينا بتصريحات أُخرى أبرزها أن الليبرالين و العلمانيين لا شئ و أن الإخوان لن يشاركوا فى أى حوار وطنى و أنه لا دستور قبل الانتخابات فى مشهد اقصائى اَخر لأغلب الأحزاب السياسية و شباب الثورة.
6- للمرة الثالثة يخرج علينا أيضاً الإخوانى "صبحى صالح" موجهاً كلامه لشباب الإخوان قائلاً لهم " يجب على الإخوانى أن يتزوج من إخوانية " فى مشهد أعادنا عشرات السنين للوراء مُذكرنا بالكلام عن نقاء السلالة الذى كان يُردده هتلر من نقاء سلالة الجنس الاَرى و الذى تسبب فى إشعال الحرب العالمية الثانية.
7- دعاية ضد شباب الثورة الذين دعوا للنزول يوم 27 مايو إلى الشارع و كل ميادين مصر بعدما رأوا من تهاون فى تنفيذ مطالب الثورة و خروج بعض أعمدة النظام الفاسد السابق من السجون تحت ذرائع كِبر السن و سوء الأوضاع الصحية إلى جانب ظهور تلك التيارات التى تتاجر باسم الدين على السطح تكفر و تهدر الدم و تنشر المفاهيم المغلوطة بين البسطاء مُصورين الشباب على أنهم مجموعة من أعداء الإسلام الذين يكرهون الإسلام و أن مظاهرات يوم 27 مايو ستكون مظاهرات الكفرة و الملحدين بعدما فشلوا فى تحقيق أى مكاسب سياسية أمام الإساميين كما يسمون أنفسهم.
إننا أمام تيارين يستخدمان الدين كوسيلة لا تحتاج إلى مشقة فى الإقناع لكسب مشاعر البسطاء محدودى الثقافة دون أن يمتلكوا لابرنامج سياسى أو اقتصادى واضح للنهوض بهذا الوطن.
و أفكارهما قد تعدت إلى حدٍ بعيد أفكار ميكيافيلى "الغياة تبرر الوسيلة" و دارون "البقاء للأصلح" و النازية "نقاء السلالة".
خليط و أفكار تحمل بداخلها كل هذه المبادئ المُخالفة للإسلام التى كان مبدأ واحد منها كفيلاً بإشعال حربين كبيرتين هما الحرب العالمية الأولى و الحرب العالمية الثانية و فقد خلالهما ما يقرب من مائة مليون إنسان حياتهم.
و الأخطر هو صبغ هذه الأفكار المتطرفة بصبغة دينية فكل من يختلف مع هذه الجماعات هو ببساطة و بدون أدنى تفكير كافر و مُلحد و بالتالى هى دعوة ضمنية قد لا تكون صريحة على القتل و الإرهاب و الترويع.
استخدام لشعارات دينية من دعوات للتصويت ب"نعم" فى الإستفتاء لنُصرة الإسلام و عدم المشاركة فى مظاهرت 27 مايو لأنه سيقوم بها للعلمانيين و الليبراليين الكفرة فى تجسيد واضح لمبدأ " الغاية تُبرر الوسيلة".
كلام عن ما يُسمى بغزوة الصناديق و ارهاب واضح و تهديد و دعوة واضحة لكل من صوت ب"لا" أن يترك الوطن فتأشيرات كندا و أمريكا جاهزة فى تجسيد اَخر لمبدأ "البقاء للأصلح".
دعوة لشباب الإخوان بأن يتزوجوا إخوانيات فى قمة التجسيد للتطرف و تطبيقاً لمبدأ نقاء الجنس" المبدأ الذى تبناه النازيون و كان سبباً فى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
كل هذا إضافة إلى مبدأ " التكفير و إهدار الدم".
خليط لأول مرة يتجمع فى التاريخ فى وعاء واحد أعتقد أنه سيدمر مصرو يدمر المنطقة بكاملها.
كل هذه الأفكار أمام ما ندعو إليه من دولة مدنية هى دولة القانون التى لا تفرقة فيها فالكل انسان و الجميع متساون أمام القانون.
ندعو إلى أن تكون علاقة كل انسان و ربه هى علاقة خاصة بين كل عبد و ربه لا دخل لأحد فيها فلا أحد يحتكر الدين و لا أحد يُكفر أحد.
ندعو إلى أن نترك حساب العباد لرب لعباد و أن نتعامل مع بعضنا بمنطق الحب و التسامح و التعايش دون أن يسئ أحد للاَخر.
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم " النَّاسُ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمِشْطِ ، وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ , وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ , وَلا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لَكَ مِنَ الْحَقِّ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ "
و يقول تبارك و تعالى "كل نفسٍ بما كَسبت رهينة"( 38 ) المدثر
و يقول أيضاً " لا إكراه فى الدين قد تبين الرُشد من الغَي " (256) البقرة
صدق الله العظيم.
ادعو الله أن يحمى مصر من كيد كل من يريد بها سوءاً.
دكتور أيمن
أرجو فى حالة نقل المقالة أو الاقتباس ذكر اسم الكاتب و اسم المدونة حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية ،،،
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة بين الواقع و الأحلام ، و المأمول و الأوهام ...
لم يتبقى سوى ساعات قليلة على الموعد الذى أعلنه بعض النشطاء على الفيس بوك على الزحف الملايينى لتحرير فلسطين كما يعتقدون .
هذه الدعوة يتبناها الاخوان و السلفيون و بعض المتحمسون و كانت دعوتهم فى البداية هى الزحف الملايينى من جميع الاتجاهات باتجاه فلسطين ...
ثم لم تلاقى هذه الدعوات قبولاً داخل مصر فتحولت إلى دعم الفلسطينيين المادى ...
و من المُلاحظ هو ظهور هذه الدعوات بعد نجاح الثورة المصرية التى قامت تحت شعار حرية ، تغيير ، عدالة اجتماعية و كأن الثوة المصرية قد جائت لتحل جميع المشاكل الداخلية و الخارجية و كأن المصريون يمتلكون عصاً سحرياً .ثم ظهور مجموعات اجتماعية أُخرى على الفيس بوك قام أغلبها حول " التطوع فى الجيش المصرى فى حال إعلان الحرب على اسرائيل "و السؤال الذى دائما يطرح نفسه بقوة هو أين العرب من فلسطين ؟
أم أن القضية الفلسطينية قد صارت شأناً خاصاً بمصر فقط ؟
هل الجيش المصرى فقط هو المنوط به تحرير فلسطين فى عالم به أكثر من 60 دولة اسلامية و 22 دولة عربية ؟
و لم تُلاقى هذه الدعوات و لن تُلاقى أى استجابة فى مصر و السبب هو أن المصريون أدركوا أن مصر ليست الاسلام ، إنما مُجرد بلد ضمن أكثر من 60 دولة اسلامية أُخرى ...
و إليكم هذه الاحصائية البسيطة التى تختذل داخلها كل الحقيقة و التى تدل على حجمنا الطبيعى و الحقيقى فى العالم ... و هى حجم الانتاج العلمى لسنة 2005 م لدول العالم :
1- أمريكا ... 34 %
2- أوروبا ... 37 %
3- دول اَسيا المُطلة على المحيط الهادئ ... 22 %
4- الهند ... 3 %
5- اسرائيل 1.3 %
6- العرب 0.03 %
اننا حتى لم نصل إلى واحد على مائة من حجم الانتاج العلمى للعدو الذى يقع بيننا .
للأسف هذه هى الحقيقة التى لا نُريد أن نعترف بها و لا أن نراها .
ثم اقتصرت هذه الدعوات إلى الدعوة إلى صلاة الفجر و تقديم الدعم المعنوى من خلال جمعة تأييد الانتفاضة بعدما بدءوا فى إدراك جزءاً من الواقع الأليم و هو أن مصر بلد بلا اقتصاد و أننا إن استطعنا إطعام هذه الشعب فى السنة القادمة فهذا هو الانجاز وسط الاضطرابات و البلطجة و الجو الغير صحى الذى لا يحث على العمل و الانتاج .
و ظن هؤلاء أن مُجرد صلاة للفجر كفيلة ببث الرعب فى اسرائيل بعدما حدثتهم أنفسهم بمقولة موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى الأسبق عندما سأله أحدهم متى يهزمنا العرب ؟ فأجابه .. عندما يُصبح عددهم فى صلاة الفجر مثل عددهم فى صلاة الجمعة .
و هذا يدل على حالة الجمود الفكرى الذى أصاب أغلبنا للأسف الشديد فنحن نأخذ أى شئ نقرأه أو نسمعه كما هو دون أن نمرره على عقولنا و نبحث و نتعمق فيما وراءه .
هل مُجرد صلاة للفجر كفيلة بهزيمة اسرائيل ؟
الحقيقة بالتأكيد لا ..
فنحن نُريد التزاماً حقيقياً من الداخل ليس التزاماً فى الصلاة فقط و لكن بالأخلاق و القيم فلا كذب و لا خيانة للأمانة و لا غيبة و لا نميمة و لا خوض فى الأعراض إلى جانب التوكل على الله و الأخذ بأسباب التقدم .
جميعُنا يعرف صلاح الدين البطل المُجاهد الذى حرر القدس من الصليبيين و لكن هل فتح أحدنا كتاباً ليقرأ عن صلاح الدين سيرته و حياته ؟
هل يعرف أحد منا أن صلاح الدين ظل عشرون عاماً يُعد لمعركة حطين و أنه ظل طول هذه الفترة فى معاهدات مع الصليبيين رغم أن القدس كانت بين أيديهم ؟
و كان كلما سأله أحد فيجيبه بأنه لم يأتى بعد وقت المعركة .
لقد كان صلاح الدين واقعياً و مسلماً حقاً مُتوكلاً لا مُتواكلاً ظل طوال هذه الفترة يٌعد للمعركة الفاصلة فى زمن كانت فيه الجيوش تُعد فى أيام و أسابيع .. فى زمن كُنا نمتلك العلم و رغم كل ذلك مكث عشرون عاماً .
أما الاَن و قد صرنا مُتواكلين مُتخلفين للأسف بمئات السنين عن ركب التقدم مُستهلكين للتكنولوجيا لا مُنتجين فلا أمل فى نصر قريب و لو حاربنا مليون عاماً على و نحن على هذا الحال .
و فى أمة انتشر فيها الظلم و القهر و صار حُكامها أشد بطشاً و فتكاً بشعوبها من أعداءها ... هل تسطيع هذه الأمة أن تهزم أعداءها ؟يقول ابن تيمية " إن الله ينصر الدولة العادلة و لو كانت كافرة على الدولة الظالمة و لو كانت مسلمة ".
فى أمة تستورد الطعام و الشراب و الملبس و كل شئ معتمدة على الغرب الذى تقول عنه أنه عدوها هل هذا منطق ؟ هل هذا يُعقل ؟
أمة يكفر فيها مجموعة من البشر لم يأخذوا صكوكاً من الله كل من يختلف معهم فى الرأى ... هل يُعقل أن تنتصر ؟
أمة تعتبر العلم تخلف . مُجتمع يسب فيه الجاهل أولى العلم و لاذال عالقاً فى أذهاننا الجاهل الذى اعتلى المنبر بدلاً من أن يدعو الناس للأخلاق و القيم ليخرج علينا يسب فى كبير العلماء العرب على مر التاريخ الدكتور أحمد زويل المُرشح بقوة هذا العام للحصول على نوبل الثانية و لكن هذه المرة فى الطب .
فى مُجتمع يتم تفريغ الدين فيه من مضمونه تفريغ الدين من مضمونه و شغل العامة بفروع الفروع فخلق لنا هذا الجو نوعاً جديداً من التدين هو " التدين الظاهرى " الذى يختزل فيه المتنطعون الدين فى تربية لحية و تقصير بنطال و نقاب.
لابد أن نكون صُرحاء مع أنفسنا و أن نُفكر بالطريقة الصحيحة ألا و هى التفكير العلمى القائم على الاعتراف بوجود المشكلة و تحديدها ، ثم معرفة الأسباب ، و من ثم البدء فوراً فى مُعالجة الأسباب .
و الحل من وجهة نظرى ليس له نتائج سريعة بعيداً عن المسكنات السريعة التى لم تعد تُجدى و إنما تعطى راحة وقتية مع ازدياد الجرح و انتشار المرض كالسرطان .
الحل قد يمتد إلى خمسين أو مائة عام حسب صبرنا و إرادتنا و يقوم على ثلاثة محاور :
المحور الأول :
هو العلم ثم العلم ثم العلم ثم العلم من وجهة نظرى هو الجهاد الحقيقى فى زماننا فلم يعدلجهاد السيف و الرُمح مكان فى زماننا و جميعنا يتذكر الحرب الباردة التى ظلت لأكثر من 40 عاماً بين الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفييتى و الصراع العلمى الرهيب الذى دار بينهما و كيف انتهى بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية .
المحور الثانى :
هو الدين الصحيح و القيم و الأخلاق و ليس التدين الظاهرى و لكن التدين الحقيقى الذى يكون فيه حساب العبد عند ربه فليس لأحد وصاية على أحد و لا أحد يفرض ما يعتقده بالقوة و التعايش السلمى القائم على الاحترام المتبادل رغم اختلافاتنا الفكرية .
المحور الثالث :
هو الديموقراطية و الليبرالية التى تحمى الديموقراطية و هى الضامنة الحقيقية لعدم الاستبداد بالحكم الذى يخلق التخلف و الرجعية فلن يعمل شعب و لن تكون عنده إرادة التقدم دون أن يشعر بأن هذا البلد بلده و بأن له دور فى تقدم هذه الأمة .و أتمنى من الله أن يهدينا جميعاً إلى الطريق الصحيح و أن يجعلنا فى مصاف الامم و أوائل الدول .
دكتور أيمن
هذه الدعوة يتبناها الاخوان و السلفيون و بعض المتحمسون و كانت دعوتهم فى البداية هى الزحف الملايينى من جميع الاتجاهات باتجاه فلسطين ...
ثم لم تلاقى هذه الدعوات قبولاً داخل مصر فتحولت إلى دعم الفلسطينيين المادى ...
و من المُلاحظ هو ظهور هذه الدعوات بعد نجاح الثورة المصرية التى قامت تحت شعار حرية ، تغيير ، عدالة اجتماعية و كأن الثوة المصرية قد جائت لتحل جميع المشاكل الداخلية و الخارجية و كأن المصريون يمتلكون عصاً سحرياً .ثم ظهور مجموعات اجتماعية أُخرى على الفيس بوك قام أغلبها حول " التطوع فى الجيش المصرى فى حال إعلان الحرب على اسرائيل "و السؤال الذى دائما يطرح نفسه بقوة هو أين العرب من فلسطين ؟
أم أن القضية الفلسطينية قد صارت شأناً خاصاً بمصر فقط ؟
هل الجيش المصرى فقط هو المنوط به تحرير فلسطين فى عالم به أكثر من 60 دولة اسلامية و 22 دولة عربية ؟
و لم تُلاقى هذه الدعوات و لن تُلاقى أى استجابة فى مصر و السبب هو أن المصريون أدركوا أن مصر ليست الاسلام ، إنما مُجرد بلد ضمن أكثر من 60 دولة اسلامية أُخرى ...
و إليكم هذه الاحصائية البسيطة التى تختذل داخلها كل الحقيقة و التى تدل على حجمنا الطبيعى و الحقيقى فى العالم ... و هى حجم الانتاج العلمى لسنة 2005 م لدول العالم :
1- أمريكا ... 34 %
2- أوروبا ... 37 %
3- دول اَسيا المُطلة على المحيط الهادئ ... 22 %
4- الهند ... 3 %
5- اسرائيل 1.3 %
6- العرب 0.03 %
اننا حتى لم نصل إلى واحد على مائة من حجم الانتاج العلمى للعدو الذى يقع بيننا .
للأسف هذه هى الحقيقة التى لا نُريد أن نعترف بها و لا أن نراها .
ثم اقتصرت هذه الدعوات إلى الدعوة إلى صلاة الفجر و تقديم الدعم المعنوى من خلال جمعة تأييد الانتفاضة بعدما بدءوا فى إدراك جزءاً من الواقع الأليم و هو أن مصر بلد بلا اقتصاد و أننا إن استطعنا إطعام هذه الشعب فى السنة القادمة فهذا هو الانجاز وسط الاضطرابات و البلطجة و الجو الغير صحى الذى لا يحث على العمل و الانتاج .
و ظن هؤلاء أن مُجرد صلاة للفجر كفيلة ببث الرعب فى اسرائيل بعدما حدثتهم أنفسهم بمقولة موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى الأسبق عندما سأله أحدهم متى يهزمنا العرب ؟ فأجابه .. عندما يُصبح عددهم فى صلاة الفجر مثل عددهم فى صلاة الجمعة .
و هذا يدل على حالة الجمود الفكرى الذى أصاب أغلبنا للأسف الشديد فنحن نأخذ أى شئ نقرأه أو نسمعه كما هو دون أن نمرره على عقولنا و نبحث و نتعمق فيما وراءه .
هل مُجرد صلاة للفجر كفيلة بهزيمة اسرائيل ؟
الحقيقة بالتأكيد لا ..
فنحن نُريد التزاماً حقيقياً من الداخل ليس التزاماً فى الصلاة فقط و لكن بالأخلاق و القيم فلا كذب و لا خيانة للأمانة و لا غيبة و لا نميمة و لا خوض فى الأعراض إلى جانب التوكل على الله و الأخذ بأسباب التقدم .
جميعُنا يعرف صلاح الدين البطل المُجاهد الذى حرر القدس من الصليبيين و لكن هل فتح أحدنا كتاباً ليقرأ عن صلاح الدين سيرته و حياته ؟
هل يعرف أحد منا أن صلاح الدين ظل عشرون عاماً يُعد لمعركة حطين و أنه ظل طول هذه الفترة فى معاهدات مع الصليبيين رغم أن القدس كانت بين أيديهم ؟
و كان كلما سأله أحد فيجيبه بأنه لم يأتى بعد وقت المعركة .
لقد كان صلاح الدين واقعياً و مسلماً حقاً مُتوكلاً لا مُتواكلاً ظل طوال هذه الفترة يٌعد للمعركة الفاصلة فى زمن كانت فيه الجيوش تُعد فى أيام و أسابيع .. فى زمن كُنا نمتلك العلم و رغم كل ذلك مكث عشرون عاماً .
أما الاَن و قد صرنا مُتواكلين مُتخلفين للأسف بمئات السنين عن ركب التقدم مُستهلكين للتكنولوجيا لا مُنتجين فلا أمل فى نصر قريب و لو حاربنا مليون عاماً على و نحن على هذا الحال .
و فى أمة انتشر فيها الظلم و القهر و صار حُكامها أشد بطشاً و فتكاً بشعوبها من أعداءها ... هل تسطيع هذه الأمة أن تهزم أعداءها ؟يقول ابن تيمية " إن الله ينصر الدولة العادلة و لو كانت كافرة على الدولة الظالمة و لو كانت مسلمة ".
فى أمة تستورد الطعام و الشراب و الملبس و كل شئ معتمدة على الغرب الذى تقول عنه أنه عدوها هل هذا منطق ؟ هل هذا يُعقل ؟
أمة يكفر فيها مجموعة من البشر لم يأخذوا صكوكاً من الله كل من يختلف معهم فى الرأى ... هل يُعقل أن تنتصر ؟
أمة تعتبر العلم تخلف . مُجتمع يسب فيه الجاهل أولى العلم و لاذال عالقاً فى أذهاننا الجاهل الذى اعتلى المنبر بدلاً من أن يدعو الناس للأخلاق و القيم ليخرج علينا يسب فى كبير العلماء العرب على مر التاريخ الدكتور أحمد زويل المُرشح بقوة هذا العام للحصول على نوبل الثانية و لكن هذه المرة فى الطب .
فى مُجتمع يتم تفريغ الدين فيه من مضمونه تفريغ الدين من مضمونه و شغل العامة بفروع الفروع فخلق لنا هذا الجو نوعاً جديداً من التدين هو " التدين الظاهرى " الذى يختزل فيه المتنطعون الدين فى تربية لحية و تقصير بنطال و نقاب.
لابد أن نكون صُرحاء مع أنفسنا و أن نُفكر بالطريقة الصحيحة ألا و هى التفكير العلمى القائم على الاعتراف بوجود المشكلة و تحديدها ، ثم معرفة الأسباب ، و من ثم البدء فوراً فى مُعالجة الأسباب .
و الحل من وجهة نظرى ليس له نتائج سريعة بعيداً عن المسكنات السريعة التى لم تعد تُجدى و إنما تعطى راحة وقتية مع ازدياد الجرح و انتشار المرض كالسرطان .
الحل قد يمتد إلى خمسين أو مائة عام حسب صبرنا و إرادتنا و يقوم على ثلاثة محاور :
المحور الأول :
هو العلم ثم العلم ثم العلم ثم العلم من وجهة نظرى هو الجهاد الحقيقى فى زماننا فلم يعدلجهاد السيف و الرُمح مكان فى زماننا و جميعنا يتذكر الحرب الباردة التى ظلت لأكثر من 40 عاماً بين الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفييتى و الصراع العلمى الرهيب الذى دار بينهما و كيف انتهى بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية .
المحور الثانى :
هو الدين الصحيح و القيم و الأخلاق و ليس التدين الظاهرى و لكن التدين الحقيقى الذى يكون فيه حساب العبد عند ربه فليس لأحد وصاية على أحد و لا أحد يفرض ما يعتقده بالقوة و التعايش السلمى القائم على الاحترام المتبادل رغم اختلافاتنا الفكرية .
المحور الثالث :
هو الديموقراطية و الليبرالية التى تحمى الديموقراطية و هى الضامنة الحقيقية لعدم الاستبداد بالحكم الذى يخلق التخلف و الرجعية فلن يعمل شعب و لن تكون عنده إرادة التقدم دون أن يشعر بأن هذا البلد بلده و بأن له دور فى تقدم هذه الأمة .و أتمنى من الله أن يهدينا جميعاً إلى الطريق الصحيح و أن يجعلنا فى مصاف الامم و أوائل الدول .
دكتور أيمن
حى الشيخ أبو اسحاق الحوينى ( استغفر الله العظيم سابقاً ).
لقد بلغت منذ عدة أيام عامى الخامس و الثلاثين و لكن من يرانى يعتقد أننى فى الخامسة و الخمسين من عمرى. لم أتزوج حتى الاَن ولم أستطع أن أُنجز شيئأً رغم مرور عشرة أعوام على الثورة المصرية التى أطاحت بنظام الديكتاتور مبارك. لقد وجدت عملاً فى إحدى الصيدليات فى حى الشيخ أبو اسحاق الحوينى والصيدلية لا تبيع سوى نادراً، ولكن ذلك لا يعود إلى تحسن صحة المصريين فالسبب الحقيقى هو الفقر المُدقع الذى يعيشه المصريون الاَن فنحن نعيش على المعونات الخارجية. عدد سكاننا 80 مليون فعددنا ثابت منذ أن تحررنا من نظام الديكتاتور مبارك. قد يظن البعض أن ذلك بسبب تنظيم المصريين للأسرة، ولكن هذا غير صحيح فالسبب الحقيقى يرجع إلى هجرة أكثر من نصف هذا الشعب وعدم قدرة الشباب على الزواج فى الوقت الذى يتزوج فيه اَخرون من أربعة زوجات وله من كل زوجة أربعة أو خمسة أبناء. لقد حَفيت قدماى إلى أن وجدت هذا العمل مع هذا الرجل الطيب إنه الدكتور محمود مؤمن، وهو اسم على مُسمى فهو رجل مؤمن بالله حق الايمان، وغير مُطلق لحيته و لذلك وجدت عنده هذا العمل. فهو لا يحكم على الانسان بلحيته ولا بملابسه،و لكن بالكفاءة .. ويحكى لى دائما كيف كانت صيدليته قديماً لا تخلو من الزبائن الذين عزفوا عن الشراء نتيجة للفقر المدقع إلى جانب عزوف الكثيرين عن دخول صيدليته لأنه غير مُطلق لحيته رغم أنه لا يترك صلاة فى المسجد، وكثير التصدق على الفقراء.
كما يحكى لى عن أيام الرواج الاقتصادى لـ "حى الشيخ أبو اسحاق الحوينى" فلم يكن الشارع يخلو من السائحين ومن الزائرين لمسجد السيدة زينب الذى كان يقع فى الحى وكان اسم الحى باسمه قبل أن تتم إزالته منذ تسع سنوات بحجة أن المساجد التى بها قبور حرام و مُخالفة للاسلام.
وأثناء تلك الأفكار التى تدور فى ذهنى دخل شخص مُلتحى أعطانى روشتة وطلب الدواء الذى بها فأحضرت له الدواء وهو ينظر إلى نظرة غريبة توحى بالاحتقار وسألنى: هل أنا مسلم؟
- فضحكت وقُلت له: وهل هنا فى مصر الاَن غير المسلمين؟!
- فقال لى مسلم وغير مُلتحى اقتداء بالرسول عليه الصلاة و السلام؟! وانصرف بعد وصلة من الردح.
وعُدّت للجلوس مرة أخرى والخوض فى أفكارى، والتفكير فيما آل إليه الحال الاَن فى مصر فقد قامت الثورة من أجل الحرية والعدالة والمساواة، وأنا الاَن قد حُرمت من أبسط حقوقى وهى ارتداء ما أُحب، وأن أطلق أو لا أطلق لحيتى طبقاً لما أراه فأينما سرت فى شوارع مصر لا تتركنى أعين الناس فكيف لهذا الجاحد الغير ملتحى أن يعيش وسطهم؟!
و البلد الاَن سياسياً فوق صفيح ساخن فهناك خلاف حاد قد نشب بين الشيخ محمد حسان شيخ الأزهر الذى لم يدرس فى الأزهر يوماً وحاكم مصر حازم شومان من جهة، والدكتور عصام العريان رئيس وزراء مصر والدكتور محمد بديع المرشد الأعلى لدولة الخلافة الاسلامية الراشدة المصرية من الجهة الأخرى. وسبب الخلاف غير معروف، ولكن هناك بعض الأنباء قد تسربت بأن السبب وراء ذلك كله هو خلاف حول تعليم البنات. فالشيخ محمد حسان وحازم شومان من وجهة نظرهما أن نكتفى بتعليم البنات حتى نهاية المرحلة الابتدائية، ثم يتفرغن اإلى تعلم الطبخ وإدارة شؤون المنزل بينما يرا الطرفان الاَخران أن نكتفى بتعليم البنات حتى نهاية المرحلة الاعدادية ، وأكثر ما يثير الضحك هو أى طبخ وأى منزل يتعلم البنات كيفية إدارته فى الوقت الذى عزف الشباب عن الزواج لسوء الأوضاع الاقتصادية؟! ولم يعد أمام البنت إلا أن تكون زوجة ثالثة أو رابعة إن كانت سعيدة الحظ ولم يكن العجوز الذى ستتزوجه قد تخلى عن زوجته الرابعة من أجل أن يتزوجها؟!
وفى أثناء ذلك كله وهذا السيل المنهمر من التفكير دخل الرجل الذى اشترى منى الدواء منذ قليل الذى أسمعنى وصلة الردح وهو يسب و يلعن!
- وقال لى: ليش تسوى هيك؟
- وقال لى: ليش تسوى هيك؟
- فقُلت له: ايه فى ايه؟!
- قال لى: تعطينى دواء غلط غير اللى فى الوصفة الطبية.
- فقلت له: والله ما حصل!
- فقال لى: وكمان بتحلف بالله كدب أيها الكافر! والله لطخك وأخرج مسدساً من جيبه ووجهه ناحية صدرى ووضع يديه على الزناد مُطلقاً الرصاص نحو صدرى.
فوجدت نفسى مُستلقى بجانب السرير!، والعرق يُغطى كل جسدى وأنا أتحسس نفسى غير مُصدق أن ذلك لم يكن سوى كابوساً.
ورن هاتفى المحمول والمتصل هو صديقى وائل يُخبرنى بأن السلفيين فى إمبابة قد حاصروا كنيسة مارى مينا وحاولوا اقتحامها وحدثت اشتباكات عنيفة بينهم وبين المسيحيين الذين حاولوا صدهم عن اقتحام الكنيسة وقد أدى ذلك إلى سقوط 12 مصرى قتيل و 300 جريح. وأخذ يتحدث عن الوضع المُخيف الذى وصلت اليه مصر وأبواق الفتنة التى لا تكف ليلاً نهاراً عن بخ سمومها لتدمير بلادنا. وقال لى يبدو أننا سنطلب تأشيرات كندا قريباً، يبدو أن المتاجرين بالدين فى طريقهم للوصول للحكم، وإيصال هذا البلد الى الجحيم معهم .. وأقسم لى أنه فى حاله وصولهم للحكم فإننا لن نجلس فى البلد لأنها وقتها لن تصبح بلداً.
ملحوظة: لقد كتبت هذه الكلمات على أنغام أغنية "هذه ليلتى" لسيدة الغناء العربى السيدة أم كلثوم أسأل الله ألا يحرمنا من صوتها الذى طالما أطربنا على مدار ما يقرب من سبعين عاماً.
دكتور أيمن
جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للكاتب وللمدونة لا يجوز الاستعانة بأى من كتابات المدونة أو الكاتب إلا بعد الحصول على تصريح من الكاتب والمدونة ...
جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للكاتب وللمدونة لا يجوز الاستعانة بأى من كتابات المدونة أو الكاتب إلا بعد الحصول على تصريح من الكاتب والمدونة ...
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)