لم يتبقى سوى ساعات قليلة على الموعد الذى أعلنه بعض النشطاء على الفيس بوك على الزحف الملايينى لتحرير فلسطين كما يعتقدون .
هذه الدعوة يتبناها الاخوان و السلفيون و بعض المتحمسون و كانت دعوتهم فى البداية هى الزحف الملايينى من جميع الاتجاهات باتجاه فلسطين ...
ثم لم تلاقى هذه الدعوات قبولاً داخل مصر فتحولت إلى دعم الفلسطينيين المادى ...
و من المُلاحظ هو ظهور هذه الدعوات بعد نجاح الثورة المصرية التى قامت تحت شعار حرية ، تغيير ، عدالة اجتماعية و كأن الثوة المصرية قد جائت لتحل جميع المشاكل الداخلية و الخارجية و كأن المصريون يمتلكون عصاً سحرياً .ثم ظهور مجموعات اجتماعية أُخرى على الفيس بوك قام أغلبها حول " التطوع فى الجيش المصرى فى حال إعلان الحرب على اسرائيل "و السؤال الذى دائما يطرح نفسه بقوة هو أين العرب من فلسطين ؟
أم أن القضية الفلسطينية قد صارت شأناً خاصاً بمصر فقط ؟
هل الجيش المصرى فقط هو المنوط به تحرير فلسطين فى عالم به أكثر من 60 دولة اسلامية و 22 دولة عربية ؟
و لم تُلاقى هذه الدعوات و لن تُلاقى أى استجابة فى مصر و السبب هو أن المصريون أدركوا أن مصر ليست الاسلام ، إنما مُجرد بلد ضمن أكثر من 60 دولة اسلامية أُخرى ...
و إليكم هذه الاحصائية البسيطة التى تختذل داخلها كل الحقيقة و التى تدل على حجمنا الطبيعى و الحقيقى فى العالم ... و هى حجم الانتاج العلمى لسنة 2005 م لدول العالم :
1- أمريكا ... 34 %
2- أوروبا ... 37 %
3- دول اَسيا المُطلة على المحيط الهادئ ... 22 %
4- الهند ... 3 %
5- اسرائيل 1.3 %
6- العرب 0.03 %
اننا حتى لم نصل إلى واحد على مائة من حجم الانتاج العلمى للعدو الذى يقع بيننا .
للأسف هذه هى الحقيقة التى لا نُريد أن نعترف بها و لا أن نراها .
ثم اقتصرت هذه الدعوات إلى الدعوة إلى صلاة الفجر و تقديم الدعم المعنوى من خلال جمعة تأييد الانتفاضة بعدما بدءوا فى إدراك جزءاً من الواقع الأليم و هو أن مصر بلد بلا اقتصاد و أننا إن استطعنا إطعام هذه الشعب فى السنة القادمة فهذا هو الانجاز وسط الاضطرابات و البلطجة و الجو الغير صحى الذى لا يحث على العمل و الانتاج .
و ظن هؤلاء أن مُجرد صلاة للفجر كفيلة ببث الرعب فى اسرائيل بعدما حدثتهم أنفسهم بمقولة موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى الأسبق عندما سأله أحدهم متى يهزمنا العرب ؟ فأجابه .. عندما يُصبح عددهم فى صلاة الفجر مثل عددهم فى صلاة الجمعة .
و هذا يدل على حالة الجمود الفكرى الذى أصاب أغلبنا للأسف الشديد فنحن نأخذ أى شئ نقرأه أو نسمعه كما هو دون أن نمرره على عقولنا و نبحث و نتعمق فيما وراءه .
هل مُجرد صلاة للفجر كفيلة بهزيمة اسرائيل ؟
الحقيقة بالتأكيد لا ..
فنحن نُريد التزاماً حقيقياً من الداخل ليس التزاماً فى الصلاة فقط و لكن بالأخلاق و القيم فلا كذب و لا خيانة للأمانة و لا غيبة و لا نميمة و لا خوض فى الأعراض إلى جانب التوكل على الله و الأخذ بأسباب التقدم .
جميعُنا يعرف صلاح الدين البطل المُجاهد الذى حرر القدس من الصليبيين و لكن هل فتح أحدنا كتاباً ليقرأ عن صلاح الدين سيرته و حياته ؟
هل يعرف أحد منا أن صلاح الدين ظل عشرون عاماً يُعد لمعركة حطين و أنه ظل طول هذه الفترة فى معاهدات مع الصليبيين رغم أن القدس كانت بين أيديهم ؟
و كان كلما سأله أحد فيجيبه بأنه لم يأتى بعد وقت المعركة .
لقد كان صلاح الدين واقعياً و مسلماً حقاً مُتوكلاً لا مُتواكلاً ظل طوال هذه الفترة يٌعد للمعركة الفاصلة فى زمن كانت فيه الجيوش تُعد فى أيام و أسابيع .. فى زمن كُنا نمتلك العلم و رغم كل ذلك مكث عشرون عاماً .
أما الاَن و قد صرنا مُتواكلين مُتخلفين للأسف بمئات السنين عن ركب التقدم مُستهلكين للتكنولوجيا لا مُنتجين فلا أمل فى نصر قريب و لو حاربنا مليون عاماً على و نحن على هذا الحال .
و فى أمة انتشر فيها الظلم و القهر و صار حُكامها أشد بطشاً و فتكاً بشعوبها من أعداءها ... هل تسطيع هذه الأمة أن تهزم أعداءها ؟يقول ابن تيمية " إن الله ينصر الدولة العادلة و لو كانت كافرة على الدولة الظالمة و لو كانت مسلمة ".
فى أمة تستورد الطعام و الشراب و الملبس و كل شئ معتمدة على الغرب الذى تقول عنه أنه عدوها هل هذا منطق ؟ هل هذا يُعقل ؟
أمة يكفر فيها مجموعة من البشر لم يأخذوا صكوكاً من الله كل من يختلف معهم فى الرأى ... هل يُعقل أن تنتصر ؟
أمة تعتبر العلم تخلف . مُجتمع يسب فيه الجاهل أولى العلم و لاذال عالقاً فى أذهاننا الجاهل الذى اعتلى المنبر بدلاً من أن يدعو الناس للأخلاق و القيم ليخرج علينا يسب فى كبير العلماء العرب على مر التاريخ الدكتور أحمد زويل المُرشح بقوة هذا العام للحصول على نوبل الثانية و لكن هذه المرة فى الطب .
فى مُجتمع يتم تفريغ الدين فيه من مضمونه تفريغ الدين من مضمونه و شغل العامة بفروع الفروع فخلق لنا هذا الجو نوعاً جديداً من التدين هو " التدين الظاهرى " الذى يختزل فيه المتنطعون الدين فى تربية لحية و تقصير بنطال و نقاب.
لابد أن نكون صُرحاء مع أنفسنا و أن نُفكر بالطريقة الصحيحة ألا و هى التفكير العلمى القائم على الاعتراف بوجود المشكلة و تحديدها ، ثم معرفة الأسباب ، و من ثم البدء فوراً فى مُعالجة الأسباب .
و الحل من وجهة نظرى ليس له نتائج سريعة بعيداً عن المسكنات السريعة التى لم تعد تُجدى و إنما تعطى راحة وقتية مع ازدياد الجرح و انتشار المرض كالسرطان .
الحل قد يمتد إلى خمسين أو مائة عام حسب صبرنا و إرادتنا و يقوم على ثلاثة محاور :
المحور الأول :
هو العلم ثم العلم ثم العلم ثم العلم من وجهة نظرى هو الجهاد الحقيقى فى زماننا فلم يعدلجهاد السيف و الرُمح مكان فى زماننا و جميعنا يتذكر الحرب الباردة التى ظلت لأكثر من 40 عاماً بين الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفييتى و الصراع العلمى الرهيب الذى دار بينهما و كيف انتهى بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية .
المحور الثانى :
هو الدين الصحيح و القيم و الأخلاق و ليس التدين الظاهرى و لكن التدين الحقيقى الذى يكون فيه حساب العبد عند ربه فليس لأحد وصاية على أحد و لا أحد يفرض ما يعتقده بالقوة و التعايش السلمى القائم على الاحترام المتبادل رغم اختلافاتنا الفكرية .
المحور الثالث :
هو الديموقراطية و الليبرالية التى تحمى الديموقراطية و هى الضامنة الحقيقية لعدم الاستبداد بالحكم الذى يخلق التخلف و الرجعية فلن يعمل شعب و لن تكون عنده إرادة التقدم دون أن يشعر بأن هذا البلد بلده و بأن له دور فى تقدم هذه الأمة .و أتمنى من الله أن يهدينا جميعاً إلى الطريق الصحيح و أن يجعلنا فى مصاف الامم و أوائل الدول .
دكتور أيمن
هذه الدعوة يتبناها الاخوان و السلفيون و بعض المتحمسون و كانت دعوتهم فى البداية هى الزحف الملايينى من جميع الاتجاهات باتجاه فلسطين ...
ثم لم تلاقى هذه الدعوات قبولاً داخل مصر فتحولت إلى دعم الفلسطينيين المادى ...
و من المُلاحظ هو ظهور هذه الدعوات بعد نجاح الثورة المصرية التى قامت تحت شعار حرية ، تغيير ، عدالة اجتماعية و كأن الثوة المصرية قد جائت لتحل جميع المشاكل الداخلية و الخارجية و كأن المصريون يمتلكون عصاً سحرياً .ثم ظهور مجموعات اجتماعية أُخرى على الفيس بوك قام أغلبها حول " التطوع فى الجيش المصرى فى حال إعلان الحرب على اسرائيل "و السؤال الذى دائما يطرح نفسه بقوة هو أين العرب من فلسطين ؟
أم أن القضية الفلسطينية قد صارت شأناً خاصاً بمصر فقط ؟
هل الجيش المصرى فقط هو المنوط به تحرير فلسطين فى عالم به أكثر من 60 دولة اسلامية و 22 دولة عربية ؟
و لم تُلاقى هذه الدعوات و لن تُلاقى أى استجابة فى مصر و السبب هو أن المصريون أدركوا أن مصر ليست الاسلام ، إنما مُجرد بلد ضمن أكثر من 60 دولة اسلامية أُخرى ...
و إليكم هذه الاحصائية البسيطة التى تختذل داخلها كل الحقيقة و التى تدل على حجمنا الطبيعى و الحقيقى فى العالم ... و هى حجم الانتاج العلمى لسنة 2005 م لدول العالم :
1- أمريكا ... 34 %
2- أوروبا ... 37 %
3- دول اَسيا المُطلة على المحيط الهادئ ... 22 %
4- الهند ... 3 %
5- اسرائيل 1.3 %
6- العرب 0.03 %
اننا حتى لم نصل إلى واحد على مائة من حجم الانتاج العلمى للعدو الذى يقع بيننا .
للأسف هذه هى الحقيقة التى لا نُريد أن نعترف بها و لا أن نراها .
ثم اقتصرت هذه الدعوات إلى الدعوة إلى صلاة الفجر و تقديم الدعم المعنوى من خلال جمعة تأييد الانتفاضة بعدما بدءوا فى إدراك جزءاً من الواقع الأليم و هو أن مصر بلد بلا اقتصاد و أننا إن استطعنا إطعام هذه الشعب فى السنة القادمة فهذا هو الانجاز وسط الاضطرابات و البلطجة و الجو الغير صحى الذى لا يحث على العمل و الانتاج .
و ظن هؤلاء أن مُجرد صلاة للفجر كفيلة ببث الرعب فى اسرائيل بعدما حدثتهم أنفسهم بمقولة موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى الأسبق عندما سأله أحدهم متى يهزمنا العرب ؟ فأجابه .. عندما يُصبح عددهم فى صلاة الفجر مثل عددهم فى صلاة الجمعة .
و هذا يدل على حالة الجمود الفكرى الذى أصاب أغلبنا للأسف الشديد فنحن نأخذ أى شئ نقرأه أو نسمعه كما هو دون أن نمرره على عقولنا و نبحث و نتعمق فيما وراءه .
هل مُجرد صلاة للفجر كفيلة بهزيمة اسرائيل ؟
الحقيقة بالتأكيد لا ..
فنحن نُريد التزاماً حقيقياً من الداخل ليس التزاماً فى الصلاة فقط و لكن بالأخلاق و القيم فلا كذب و لا خيانة للأمانة و لا غيبة و لا نميمة و لا خوض فى الأعراض إلى جانب التوكل على الله و الأخذ بأسباب التقدم .
جميعُنا يعرف صلاح الدين البطل المُجاهد الذى حرر القدس من الصليبيين و لكن هل فتح أحدنا كتاباً ليقرأ عن صلاح الدين سيرته و حياته ؟
هل يعرف أحد منا أن صلاح الدين ظل عشرون عاماً يُعد لمعركة حطين و أنه ظل طول هذه الفترة فى معاهدات مع الصليبيين رغم أن القدس كانت بين أيديهم ؟
و كان كلما سأله أحد فيجيبه بأنه لم يأتى بعد وقت المعركة .
لقد كان صلاح الدين واقعياً و مسلماً حقاً مُتوكلاً لا مُتواكلاً ظل طوال هذه الفترة يٌعد للمعركة الفاصلة فى زمن كانت فيه الجيوش تُعد فى أيام و أسابيع .. فى زمن كُنا نمتلك العلم و رغم كل ذلك مكث عشرون عاماً .
أما الاَن و قد صرنا مُتواكلين مُتخلفين للأسف بمئات السنين عن ركب التقدم مُستهلكين للتكنولوجيا لا مُنتجين فلا أمل فى نصر قريب و لو حاربنا مليون عاماً على و نحن على هذا الحال .
و فى أمة انتشر فيها الظلم و القهر و صار حُكامها أشد بطشاً و فتكاً بشعوبها من أعداءها ... هل تسطيع هذه الأمة أن تهزم أعداءها ؟يقول ابن تيمية " إن الله ينصر الدولة العادلة و لو كانت كافرة على الدولة الظالمة و لو كانت مسلمة ".
فى أمة تستورد الطعام و الشراب و الملبس و كل شئ معتمدة على الغرب الذى تقول عنه أنه عدوها هل هذا منطق ؟ هل هذا يُعقل ؟
أمة يكفر فيها مجموعة من البشر لم يأخذوا صكوكاً من الله كل من يختلف معهم فى الرأى ... هل يُعقل أن تنتصر ؟
أمة تعتبر العلم تخلف . مُجتمع يسب فيه الجاهل أولى العلم و لاذال عالقاً فى أذهاننا الجاهل الذى اعتلى المنبر بدلاً من أن يدعو الناس للأخلاق و القيم ليخرج علينا يسب فى كبير العلماء العرب على مر التاريخ الدكتور أحمد زويل المُرشح بقوة هذا العام للحصول على نوبل الثانية و لكن هذه المرة فى الطب .
فى مُجتمع يتم تفريغ الدين فيه من مضمونه تفريغ الدين من مضمونه و شغل العامة بفروع الفروع فخلق لنا هذا الجو نوعاً جديداً من التدين هو " التدين الظاهرى " الذى يختزل فيه المتنطعون الدين فى تربية لحية و تقصير بنطال و نقاب.
لابد أن نكون صُرحاء مع أنفسنا و أن نُفكر بالطريقة الصحيحة ألا و هى التفكير العلمى القائم على الاعتراف بوجود المشكلة و تحديدها ، ثم معرفة الأسباب ، و من ثم البدء فوراً فى مُعالجة الأسباب .
و الحل من وجهة نظرى ليس له نتائج سريعة بعيداً عن المسكنات السريعة التى لم تعد تُجدى و إنما تعطى راحة وقتية مع ازدياد الجرح و انتشار المرض كالسرطان .
الحل قد يمتد إلى خمسين أو مائة عام حسب صبرنا و إرادتنا و يقوم على ثلاثة محاور :
المحور الأول :
هو العلم ثم العلم ثم العلم ثم العلم من وجهة نظرى هو الجهاد الحقيقى فى زماننا فلم يعدلجهاد السيف و الرُمح مكان فى زماننا و جميعنا يتذكر الحرب الباردة التى ظلت لأكثر من 40 عاماً بين الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفييتى و الصراع العلمى الرهيب الذى دار بينهما و كيف انتهى بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية .
المحور الثانى :
هو الدين الصحيح و القيم و الأخلاق و ليس التدين الظاهرى و لكن التدين الحقيقى الذى يكون فيه حساب العبد عند ربه فليس لأحد وصاية على أحد و لا أحد يفرض ما يعتقده بالقوة و التعايش السلمى القائم على الاحترام المتبادل رغم اختلافاتنا الفكرية .
المحور الثالث :
هو الديموقراطية و الليبرالية التى تحمى الديموقراطية و هى الضامنة الحقيقية لعدم الاستبداد بالحكم الذى يخلق التخلف و الرجعية فلن يعمل شعب و لن تكون عنده إرادة التقدم دون أن يشعر بأن هذا البلد بلده و بأن له دور فى تقدم هذه الأمة .و أتمنى من الله أن يهدينا جميعاً إلى الطريق الصحيح و أن يجعلنا فى مصاف الامم و أوائل الدول .
دكتور أيمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق