بقلم | عمر طاهر
هذه نسخة أخرى من الأسئلة المشروعة، يمكننى بسهولة أن أقول إنها النسخة القبطية، وصلتنى من الصديق أمجد ناسان، ربما لا أمتلك عنها إجابات، لكننى أنشرها ربما تساعدك يا صديقى «المسلم كما ينبغى» أن تتفهم سر غصة ما يشعر بها إخوتنا الأقباط، وهى غصة «ساعات بنلاقى ناس كتير بتستكترها عليهم»، اسمع لترى الصورة أوضح ولا تشغل بالك بالإجابة لأنك مهما بررت لن تمحو الضيق الكامن فى هذه الأسئلة بالرغم من خفة دم كاتبها، لن تمحو إجاباتك الضيق الآن.. ربما إذا انتبهت قد تساعد فى محوه بالوقت.
يقول أمجد: حاولت أن أثنى ابن خالتى جرجس عن الهجرة فقال: إحنا ناس لسه على البر وبيعملوا كده، أمال لما يمسكوا مجلس الشعب والحكومة هايعملوا فينا إيه؟!..
دلوقتى عايزين كاميليا.. بعد كده هايبقوا عايزين كاميليا ونرمين وجاكلين.. وشويه يمكن تلاقيهم واقفينلك عند بلكونتكم ويقولك عاوزين أمك الست كلير، أتحداك إنك تجيب لى حكم صدر على واحد اعتدى على كنيسة، أتحداك إنك تجمع توقيع تلات أفراد بس يعرفوا ليه عبدالرحيم الغول ماتسجنش لغاية دلوقتى مع إنه مدبر حادث نجع حمادى؟
أتحداك إنك تقولى ليه مافيش ولا لاعب كورة مسيحى فى وسط الـ16 نادى بتوع الممتاز، أتحداك إنك تقولى ليه مافيش ولا برنامج تليفزيونى موجه للمسيحيين باعتبارهم فئة من فئات الشعب زى العمال وزى التلاميذ وزى المرأة؟
أتحداك لو قلتلى ليه سابوا الناس تهد فى كنيسة أطفيح 22 ساعة والجيش واقف بيتفرج ومحدش اتحاكم؟ أتحداك لو جبتلى واحد مسلم مابيسألكش دايماً بصيغة اتهام «إنتم ليه بتبنوا الكنايس جنب الجوامع؟»..
ده على أساس يعنى إنه سهل تبنى كنيسة أصلا؟ أتحداك لو جبتلى واحد وهو بيوصفلك العنوان مش بيقول هاتمشى على طول تلاقى لا مؤاخذة كنيسة، أتحداك لو جبتلى واحد مصدق إننا مش بنبوس بعض فى الكنايس ومش بنشرب خمرة ولا بنطفى النور فى راس السنة أو القسيس بيدخل مكانك فى أول يوم زواج، أتحداك لو جبتلى واحد مصدق إنه مافيش فرق بين «بنشكر الرب» و«الحمدلله»، أتحداك لو جبتلى واحد ما سألش واحد مسيحى مرة واحدة على الأقل: إيه ده إنتم بتصوموا زينا؟ إيه ده إنتم عندكم صلاة زينا؟
أتحداك إنك تجيب لى واحد مسيحى ماسمعش فى حياته كلمة أربعة ريشة أو عضمة زرقا أو كفتس أو كيرست الجديد، أتحداك إنك تجيب لى واحد طلع فى برنامج وقال إن الإنجيل محرف وطلع حد رد عليه وقال عيب الكلام ده.. دول إخواتنا، أتحداك إنك تلاقى واحد زعل من الرسوم المسيئة للإسلام وفى الوقت نفسه زعل من كل ما يسىء للمسيحية طول الوقت، أتحداك لو جبت لى واحد مابيقولش إن الأقباط دول متدلعين أوى.. هما عاوزين إيه تانى؟..
دول هما اللى بيثيروا الفتنة، أتحداك ماتكونش سمعت مرة واحدة على الأقل فى حياتك جملة «هو تاجر مسيحى بس أمين» أو «هو دكتور مسيحى بس شاطر» أو «هو مهندس مسيحى بس بيفهم» أو «هو مسيحى بس راجل محترم جداً».
انتهت رسالة ماجد وحسناً فعل أن جمع هذه الأسئلة التى ظللت عمراً بحاله أستمع لها بحكم دراستى فى مدرسة الراهبات، وبحكم أن بيتى فى مدينتى كان يقع فى شارع الصاغة فكان معظم جيرانى أقباطاً، كان دائما بين الشلة صديق واحد على الأقل قبطى يطرح هذه الأسئلة، لم يكن الطرح متعصباً أو عنيفاً، لكنه كان باللهجة الساخرة نفسها، كان يضحك فيطرحنا أرضا من القهقهة.. سنوات طويلة نستمع فيها دائما لهذه الأسئلة بالأسلوب نفسه ليبقى بعد أن تستمع لها دائما شىء ما فى القلب ربما لا يرقى لمرتبة الاعتذار لكنه يفوق المحبة بكثير.
omertaher@yahoo.com
رابط المقالة فى المصرى اليوم http://www.almasryalyoum.com/node/467485
مقالة محترمة كالعادة من الكاتب الكبير المحترم عمر طاهر
ردحذف