السبت، 11 يونيو 2011

أين عُرابي الثوره



عندما شارف يوم ثورة الغضب الثانيه علي الإنتهاء أدركت أن الأزمه لم تنفرج بعد وإن ما تصورت انه رده في عالم اعطاء الفرصه للمجلس الموقر وتابعه عصام بن شرف لم يكن إلا جمعه حاشده لجمع من المصريين الغاضبين الرافضين لمبدأ المراوغه والتسويف والقفز علي الأولويات، سمها ما شئت. ولعل ما جعل إنفراج الأسارير حدثا في قلب الحدث هو نجاح الحشد بدون وصي الأمه المعتمد الإخوان المسلمين فلم يستطع الإخوان ان يشمتوا حتي الثماله بعدما نجح الشعب بدونهم في ملئ التحرير وكورنيش الإسكندريه وبقية الميادين في سائر محافظات المحروسه.
وحين أعلن المجلس العسكري قبلها بيوم فطام الثوره بعدم حمايته للثوار في الميدان و انعدام تواجده نهائيا تيقنا منه بان العود اشتد وثقة منه في خبرات الثوار الأمنيه، فنحن نفس الثوار الذين تخلت الشرطه عنهم في الشوارع والبيوت والطرق واستطعنا ان نواصل وننتصر لإرادتنا ونؤمن حياتنا في آن واحد، ومع علم المجلس الموقر بانه قد يكون هناك عناصر مشبوهه لا نعلمها ولكن الله يعلمها فإنه ظل يعتقد باننا قدها وقدود أو ربما القائمين علي امرنا قرروا تطبيق سياسة ترشيد الإنفاق في قطاعي الشرطه والجيش
اطلق الثوار علي جمعتهم جمعة الغضب الثانيه في حين ذهب البعض الي ابعد من ذلك بتسميتها ثورة الغضب الثانيه، أما الإعلام فقد أطلق عليها إسم جمعة المكاشفه مما جعلنا نتساءل عن ما هيه هذه المكاشفه فهل نحن بصدد فتح ملف ١٠٠٠٠من معتقلين الثوره الذين حوكموا بمحاكمات عسكريه، هل طالبنا بفتح ملفات التعذيب في سجون الشرطه العسكريه ،هل كانت الجمعه من أجل رحيل اهل العسكر. كانت المحاذير الظاهر منها والباطن في كل المواد الإعلاميه التي تصل إليها حواسنا السته بان نتظاهر في كل شيئ وعلي كل شيئ إلا أن نقرب شجرة المجلس المحرمه ويبدو ان جموع المغيبين بمن غيبوهم وعت درس آدم جيدا وكيف انه خضع لرغبة حواء ولم يشأ ان يحرمها مما تتوق اليه نفسها، فكان الناس يصرخون قبل الجمعه ،تظاهروا إمرحوا وإلعبوا ولا تقربوا الجيش بل انهم قاموا بكتابة مطالب التظاهره وترديدها في الأبواق حتي يعلم القاصي والداني بسقف المطالب فلا يتمدد المتمددون الا بقدر ماأعطوا من غطاء. ولن اخوض في ما استعان به ولي الأمر من فصائل ذات سر باتع في قلب موازين رأي الأغلبيه المصريه المغلوبه علي امرها في نشر دعوته ،فأفتوا بحرمانية التظاهر وأسموها وقيعه بين خير أجناد الأرض وبين الشعب البرئ ،وصرخوا بضروره بقاءنا نحن معشر المصريين في جنة العسكر وألا ننزل الي التحرير حتي لا نقع في الكفر والإلحاد. لقد وقع الإخوان في غرام السلطه الي درجه العشق الروحي و كادوا ان يضموا بيانات المجلس العسكري الي صحيح البخاري كبيانات صحيحه لا لبس فيها حتي انهم طبعوا تفاسير لها ووزعوها بعد الصلاه في بيان. أرادوا ان يطفئوا نور الله ببياناتهم فأبي الله إلا ان يتم نوره فنزل الناس من كل حدب وصوب يهتفون" الإخوان فين الميدان اهو" .وكانت رحمة الله حاضره في السماء فاظل الله المتوكلين الثائرين بظله وأنزل عليهم المطر ملطفا في يوم قدر له ان يكون حارا كسائر ايام الصيف الساخن.
حمل الشباب الذي كبر قبل الأوان مسؤلية الأمن علي عاتقه فأحكم قبضته علي مداخل الميدان في مشهد تحدي فيه رب البيت الذي تخلي عنه وتركه بلا أمن ولا أمان وهو الذي إدعي حمايه الثوره من اليوم الأول وذكر رفضه لتصفية الثوار في الميدان مرارا وتكرارا حتي سئمنا من لهجة المن وضعنا بين تفسير موقفه إزاء الثوره، هل هو تواطؤ، حمايه، حياد أم مكره اخاك لا بطل. و عجبنا لمن إدعي الحمايه والبطوله في احلك الأيام وتساءلنا فيم التحول . نجح اليوم الذي كان حاشدا و قال الله كلمته انهم يكيدون كيدا واكيد كيداً رغم كل التعتيم والتضليل والإعاقه والتملص من تأدية الواجب تجاه المتظاهرين فكيف يدعي المجلس العسكري انه يقف بجوار حق المصريين في التظاهر ولا يحمي مظاهرتهم بل ويقر بعلمه بوجود عناصر مشبوهه قد تتعرض للمتظاهرين لقد وضع نفسه بنفسه في وضع قانوني في غاية السوء ،فحقنا علي من يحكمنا ان نتظاهر في حمايته، وحقنا ان نقاضيه عن تقاعصه عن تأدية واجبه. إن هذا البيان الصبياني الصادر عن المجلس العسكري عشيه تظاهرة ٢٧ مايو ماهو الا دليل إدانه قويه ضد من اصدره عبثا بأمن البلاد و العباد ولعل ما أثلج صدور الناس في الميدان هو إمتلاؤه ولافتاته.
وكان لافتا للنظر كثرة المنصات مع ما رمزت اليه من توجهات مختلفه كانت الأصوات تختلط في صخب حتي حسبت انني نسيت مكبر الصوت الخاص بي و تمنيت ان يكون هناك منصة واحده بصوت واحد فلسنا في مرحله تنافس الأحزاب نحن في مرحلة تطهير إن تمت نستطيع أن نجزم بالنصر المبين فإننا مازلنا علي مشارف النصر ولم نبلغه بعد، نحن نفتقد لوجود عرابي آخر يمتطي فرسه في منتصف ميدان التحرير ويخاطب رب المجلس السيد الطنطاوي وينتقل بالشعب المصري من جنة العسكر الي أرض مصر الحره. نريد من يقولها له عاليه مدويه لسنا عبيد إحساناتكم ونحن قادرون علي تحقيق أهداف الثوره فقط دعنا وشأننا مع الشرفاء من جيشنا. نريد فرد واحد أحد يدير الدفه ويسير بالسفينه الي الأمام بعدما وصلت الي عرض البحر فلا هي بلغت الشط ولا عادت من حيث أبحرت، نريد من ليس في قلبه طمع من يقود التطهير ويتعفف عن الإستمرار في حكم لم يطلب إليه ،نريد من بدأ النضال من أوله لا من بدأ من حيث إستشهد الآخرون، نريد من هو ذو علم أو وطنيه أو الإثنين معا، نريد من يستطيع ان يمشي فيحمي الناس ظهره طواعيه، نريد صوت واحد وهتاف واحد حتي نسمع ما يقال ويسمعنا الناس. لقد فرض علينا المجلس جدول الأعمال وكنا مسيرون لا مخيرون وأنفق الغالي والرخيص علي إستفتاء تناحرنا بشأنه حتي إنقسمنا شر إنقسام وضحك منا في خيلاء المنتصر. إستفتانا مجلسنا في أمور لم يعلمها إلا الله حتي إذا قلنا نعم قال قلتوها لي فيإياي فأطيعون. فرض المجلس وصايته علي الإعلام من جديد وعلي الحوار الوطني الشكلي وعلي الإئتلاف وعلي التحرير ورواده فإذا توقفنا وسألنا ماذا أنت بنا فاعل ؟ تنكر لنا وسأل من أنتم.

سلط علينا المجلس العسكري زبانيه الإعلام يصرخون محذرين من مغبه الإنهيار الإقتصادي وكأن مصر كانت ماليزيا الشرق الأوسط وحولها الثوار الي صوماله. وبين ليلة وضحاها صارت عجلة الإنتاج هي شغلهم الشاغل والإستقرار هو العجلاتي المنتظر والثوره هي عود الكبريت والمتهم هو الثائر الذي إن تركوه وشأنه إحترقت مصر وخربت كان هدفهم واضح أن يثور الناس علينا بدلاً من أن يثوروا معنا. وعادوا الي حملات التشويه الإعلاميه وألبسوها هذه المره لباسا ثوريا من الأغاني والأهازيج حتي بدا الشيطان وكأنه ثائرا حقا يبني الأمجاد ويدعوا لبنائها وإستنجدوا بالشعراوي في قبره وكادوا ان يبعثوه حيا. تهنا في التفاصيل وتركنا العناوين الكبيره ذات الخطوط العريضه وإستمرأ القوم اللعبه فأبرزوها بعنوان فئويه وحملوها مسؤلية إنهيار من هو منهار نهباً وسلباً علي مر العقود الخمس السابقه وكأن العسكر كانوا يبنون إقتصاد شامخ ضاهي في شموخه إقتصاد اليابان حتي أتي "بتوع التحرير" وهدموه . و تظاهر الناس علي استحياء ولم يقربوا الشجره علي علمهم انهم ليسوا بالجنه ورضوا بأن يطوفوا حول الصينيه حتي إذا ما دقت الساعه السادسه إنصرفوا سريعا علي ان يعودوا في الجمعة القادمه أو يجرفهم بحر النسيان فلا يعودون . فهل نستمر في الدوران في حلقة الميدان المفرغه دون ان نصيب الهدف؟ هل يظهر فينا من يقود الثوره ويعبر بها الي بر الأمان ويرحمنا من شرور انفسنا. عندما زحفنا الي الشوارع في ٢٥ يناير لم نكن في حاجه الي دليل ليصف لنا الطريق الي الميدان لكن ثورتنا اليوم تعدت مرحلة الزحف الي الشوارع وتحتاج لتوجيه وتوحيد كل القوي وصهرها في بوتقه واحده من أجل التطهير وبناء أسس الحياه السياسيه المستقبليه المرجوه علي اساس علمي والإستفاده من خبرات المصريين الشرفاء التي تجاهلها النظام البائد وأعوانه واستبدلوها بمن فسق وتبعهم . عدت من الميدان تاركه الجموع في سجال هل يعتصمون ام يغادرون وتمنيت أن يكون هناك منصه واحده في الأسبوع المقبل أو لا يكون هناك منصه علي الإطلاق وأن يكون هناك شخص واحد يقود المسيره في المرحله الإنتقاليه بلا إنتماءات ولا توجهات شخص واحد يصر علي أن يكون مرجعنا وكبيرنا هو دستور بلادنا يبدأ بكتابته معنا بلا أوصياء ولا خبراء حتي إذا ما إنتهينا خرست كل الأصوات العاليه المتضاربه وسمعنا صوتا واحدا فقط صوت دستورنا فنعود الي عجلة إنتاجنا طواعيه وإلي هدوء أنفسنا.


بقلم سلمي أبو المجد


فيسبوك ||| http://www.facebook.com/meshaoklp

تويتــــر ||| http://twitter.com/#!/salma_007

هناك تعليقان (2):

  1. مقالة محترمه و ممتازة يا سلمى
    ما شاء الله

    ردحذف
  2. بجد مقال أكتر من رائع أتمنى إن ناس كتييير تقراه

    ردحذف

Blogger Widgets