أرحل مع شروق الشمس ... حُراً
هكذا انهى د.يوسف زيدان رواية عزازيل
تلك الرواية التي استغرقت في قرائتها ما لم استغرقه من قبل لقراءة رواية ... لكني لم اجبر نفسي على قرائتها بل استرسل في قرائتها كلما نادتني فاستجيب لها بإنسجام !!!
في البداية لم يعجبني اسلوب د.يوسف زيدان في إطالة الوصف .. و لكن مع توالي الاحداث استشعر بكل كلمة وصف و استنبط عبقرية الكاتب من خلالها .
هيبا .. ذلك الراهب المتردد في حياته .
أوكتافيا حيث التقى بقى احبته فكانت بالنسبة له خطيئة ..
تركها حين ترطدته فافاق من ذنوبه و عاد الى الرهبنة !
ثم شهد على موتها ... دون ان يتحرك لمحاولة انقاذها أو يمنعها من إقدامها على هيباتيا في مثل هذا الموقف الذي قُتلت فيه بكل وحشية !
"هيبـــــاتيـــا"
تلك المرأة التي يطربني سماع اسمها منذ صغري دون ان اعرف من هي !
كانت كل معرفتي عنها انها امرأة جميلة و عُرف عنها انها عالمة و درست بالاسكندرية .
حتى قراءتي لــ " عزازيل " اكتشفت من هي " هيباتيا" تلك المرأة التى تحلت بجمال العلم و الروح و الفلسفة و اشتهرت بمجالستها لكبار العلماء و الجدل معاهم .. و التدريس للاطفال بعد ذلك ...
أتخيل وجهها المشرق و ابتسامتها الآخاذة و كأنها ملائكية من السماء .. أتخيل عفتها و حياتها و تقديسها للفلسفة و العلم حتى افنت حياتها في الدراسة و ماتت بسبب العلم !
رفضت ان تعتنق ديانة لم تكن مؤمنة بها ... فكيف يكون الإيمان ظاهرياً فقط ، كيف يكون مجرد شكليات للحياة .
مقتل "هيباتيا "
تلك الجريمة التي لن ينساها التاريخ .. جريمة وحشية لا آدمية لا يمكن ان ترتكب لاقل الناس شأناً .. فما الحال اذا كانت هيباتيا هي المجني عليها .
فقد وددت لو اعود بالزمن لتلك اللحظة التي احضن فيها هيباتيا قبل موتها لتعلم ان العالم لن ينساها ... حتى و ان لم توجد اي من كتاباتها بعد حرقها .
اسرفت في وصف هيباتبا فقد اسرتني كما اسرت الراهب هيبا .
لحظة رحيل هيبا عن الاسكندرية كأنها لحظة ميلاد جديد له و لكن هيهات فإنه لم يتغير جذرياً .. دليل على ذلك وجود عزازيل بداخله لاخر عمره !
اصول الديانة و اختلاف الكثير حولها ... هذا ما كان يشغل بال هيبا طوال عمره مما يشكك في ايمانه و تسائله في نهاية الرواية هل هو حقاً راهب ام وثني !!
مرتا الجميلة
تشككت حولها كثيراً كما فعل هيبا
هل هي تلك المرأة التي عانت في صغرها الكثير فلم تؤثر تلك الاحداث على برائتها و ملائكيتها !!
ام تحولت الى مريضة نفسية معقدة من الرجال .. تجعل الرجل يُغرم بها ثم تهجره شر الهجر!
هل حقاً احبت هيبا مثلما احبها ام كان بالنسبة لها شهوة ... مثلما كانت اوكتافيا اليه قبلاً .
ما هذا الاضطرار العجيب الذي يجعلها تترك من احبت في اشد اوقات محنته حين اصيب بالحمى و كان على مشارف الموت .
هل كانت تتألم و هي تترك البلدة و لا تعرف مصير هيبا ؟ أكان سيهلك ام ينجو من الحمى ؟
الكثير من التساؤلات دارت في عقلي عن مرتا و لا اعرف لها اجابة .
ظهور عزازيل بعد كشفه عن هويته
فأخيرأ صرح عزازيل عن اصله الشيطاني .
هل كان محقاً في ان البشر يخطئون بما فيهم من دوافع شر خفية و يلصقون التهمة بعزازيل ... ام هو المسبب الوحيد للخطايا !!
كلٌ منا بداخله عزازيل ... و لكنه يختلف باختلاف مقاومتنا لرغباته !
كنت اتمنى ان اعرف كيف ستنتهي حياته؟؟ هل يسعى الى حلب حيث مرتا فيتزوجها ... ام انه سيبقى هكذا معلق حتى مماته .. يشك في ايمانه و اصول الاشياء !
فقط اعيب بعض الاباحية في احداث الرواية ... لم يكن الكاتب ملزم بوضعها في الرواية .
و لكنها بلا شك من اجمل الروايات التي تستحق ان يقرأها الانسان فيتعلق ذهنه بها :)
شكراً د.يوسف زيدان
هذا كان وصف الصديقة إسراء البنا للرواية
http://www.goodreads.com/review/show/117004403
و قد لخصت الرواية فى هذه السطور القليلة بعد قرائتى لها :
الرواية تحفة ليس لها مثيل و هى بحق من أروع ما قرأت ...
الرواية تحكى قصة راهب اسمه هيبا يخرج من أسوان حيث توشى أمه المسيحية بوالده الوثنى عند أقاربها فيتكالبوا عليه و يقتلوه أمام عينى هيبا و تتزوج أمه واحداً من قتلة والده .
يذهب هيبا إلى عمه فى نجع حمادى ليقيم معه و هناك ينصحه عمه بتعلم الطب فى إخميم و المسيحية ...
يذهب هيبا إلى إخميم و يتعلم الطب هناك و اللاهوت المسيحى ثم يقرر الذهاب إلى الاسكندرية العظيمة للإبحار فى بحور العلم .
و هناك يرى هيباتيا الفيلسوفة العظيمة و يتعرف على أوكتافيا الوثنية التى يقضى معها ثلاثة أيام ثم تطرده عندما تعرف أنه مسيحى .
يتجه هيبا إلى الكنيسة بالإسكندرية و يقضى بها ثلاثة سنوات حتى يأتى اليوم الذى يتجمع فيه بعض الرهبان و القساوسة بعد خطبة تحريضية من البابا كيرولوس بابا الكرازة المرقسية ضد هيباتيا الفيلسوفة الوثنية .
يتجهوا إلى هيباتيا و يقتلوها بدم بارد و يرى هيبا مصرع أوكتافيا أمامه أثناء دفاعها عن هيباتيا .
يقرر هيبا فوراً ترك الاسكندرية و ينزع لباس الرهبان و يذهب إلى أورشليم حيث أصل و مهد المسيحية .
و أثناء وجوده فى أورشليم يتعرف على أسقف كنيسة أنظاكيا البابا تيودور و نائبة نسطور .
و يرتاح لهما و ينصحه نسطور بالذهاب إلى أنطاكيا فيرفض هيبا فيعرض عليه نسطور الاقامة فى أحد الأديرة التى تقع بين حلب و أنطاكياو التى تتميز بالهدوء و السكينة .
يوافق هيبا و يذهب إلى هناك و يشتهر بالطب هناك و يعالج الناس و يحبه الجميع .
تأتى مارتا ذات العشرين ربيعا و تنشأ بينها و بين هيبا قصة حب ثم تعرض عليه الزواج فيتردد .
تتركه مارتا ذاهبة إلى حلب للاشتغال هناك بالغناء .
و يجتمع المجمع المقدس بعد خلافات كبيرة حدثت بين قساوسة الكنائس الكبرى حول طبيعة المسيح .
و يتخلى الجميع عن نسطور كبير قساوسة القسطينية فى ذلك الوقت لصالح منافسه كيرولوس بابا الاسكندرية .
و ينتهى كل شئ و يختتم هيبا كلامه بقوله " مع شروق الشمس سأصبح حراً " فى إشارة منه إلى تركه حياة الرهبنة ....
تقييمى 5 نجوم .
رواية تستحق التدريس فى المدارس لتعليم الطلبة أن التطرف فى التدين و وضع الدين فى صدام مع العقل و العلم تكون نتائجيهما وخيمة على ذلك الدين .
رابط لتحميل الرواية نسخة pdf http://www.4shared.com/document/rwvH_W_k/_-___.htm
دكتور أيمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق