الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

إعلان الحرب على الإسلام



بتاريخ : الثلاثاء 27-09-2011 03:20 مساء

كتب محمد أبوعوف
جريدة الواقع العربي

"إذا ذهبت هذه البلد إلى الليبراليين والعلمانيين ستعلن الحرب على ديننا"

فوجئت بهذه المقولة من محمد حسان في مؤتمره الحاشد في الإسكندرية وهو الشيخ المفوه الذي ينتقي ألفاظه وعباراته بدقة متناهية أن يكون هذا تفكيره عندما يبتعد عن كاميرات التليفزيون.

ذكرني السلفيون بالشعب الإسرائيلي الذي يصنع لنفسه العدو الخارجي حتى يظل المجتمع الداخل متماسكًا فكذلك يفعل السلفيون يصنعون العدو الوهمي حتى يستطيعوا أن يجيشوا أمامه المريدين والتابعين لهم.

وأتسائل من هو هذا العدو؟ وحرب على ديننا؟؟!!

هل احتكر السلفيون الدين لهم؟ أم لهم دين غير الذي يدين به أغلبية الشعب المصري؟!

منطق غريب يتحدثون به عن الليبراللين والعلمانيين كأن الليبرالية والعلمانية دين يعبد من دون الله كما صوره سعيد عبد العظيم في كتابه "الديمقراطية ونظريات الإصلاح في الميزان" وهو يتحدث عن "دين" الديمقراطية.

يصورون دائما للمستمعين أن المعارضين لفكرهم إنما هم الأعداء الذين يحيكون المؤامرات ليل نهار للنيل من الإسلام؟؟

من أين أتوا بهذا العدو الوهمي؟؟

فأنا لا أعلم أن حدث اجتماع لحزب من الأحزاب في يوم من الأيام وكان مراده كيف نقضي على الإسلام ، أو يجلس أحدهم ويقول أنا أكره هذا الدين وأريد القضاء عليه وقتل كل المسلمين.

والغريب في الأمر أنني أتابع تعليقات القراء في الجرائد الإليكترونية وعلى صفحات الفيسبوك فأجد آية موحدة في نهاية معظم التعليقات وهي "قل موتوا بغيظكم".

هل تحول الوطن إلى هذه الترهات التي تجعل كل من يتحدث عن شيخ أو ينتقده يقال له "قل موتوا بغيظكم".

أصبحت لغة الحوار بين مؤمن وكافر وبين مسلمين –السلفيين بالطبع- وغير مسلمين وهو المعارض لهم أو في التعريف السياسي "المعارضة".

الأمر ليس كذلك إطلاقًا وأنا لا أدافع عن إسلامي وأقول "أنا والله مسلم" لكن تقسيم الوطن بناء على العقيدة هو بداية تفتت هذا الوطن وقد حذرنا من قبل مرارا وتكرارا من هذا الأمر والآن تتصاعد وتيرة التكفير وتقسيم مصر إلى مسلم أو غير مسلم والطامة الكبرى أن المتحدث باسم الإسلام الذي يعتبر نفسه نائبًا لله في الأرض يقسم ويكفر حسب فهمه العقيم للأمور.

وأعلم أنه سيأتيني السباب والشتائم كما يحدث معي عند كل مقال وتبرير لكل قول وتأويلا له لكن الكلام واضح من محمد حسان فقد قرر التخلي عن "دبلوماسية الحوار"

لذلك ثبت كلامي عندما كنت أقول أن الفكر واحد بينه وبين الحويني ويعقوب وغيرهم لكن طريقة العرض مختلفة لذلك عندما قرر التحدث صراحة تحدث مثلهم تمامًا لا يختلف شيئا فلا هو مارس السياسة ولا يعرف ماهي ولا يعرف شيئا عن أي شيء مما يدور حوله لذلك فهو عدو ما يجهل وجعله أيضا عدوا للإسلام يريد النيل منه.

وأتسائل فقط من أين أتى بهذه النطرية العبقرية وبهذا الكلام الفارغ ؟؟ وكيف ستقام الحرب على الإسلام؟؟

ولمن يقول إن السلفيين ليسوا أصحاب فكر تكفيري فما هي الدلالة على تقسيم الناس هذا التقسيم؟ وهل الذي يعلن الحرب على "دينهم" حسب تعبيره مسلم أم غير مسلم؟

فما يفعله السلفيون الآن ماهو إلا هراء في هراء سيودي بنا إلى كارثة حقيقية فاهتمامهم بأبي يحيى و كاميليا وعبير والكنائس وعمر عبد الرحمن والاستشهاد في سبيل تطبيق الشريعة.

ولي سؤال بسيط عن تطبيق الشريعة التي سنتحدث عنها في مقال خاص بها؟ كم فرد يريد تطبيق الشريعة وينادي بتطبيقها وعندما تسأله كيف تطبق الشريعة كيف سيجيب ؟؟

وهل يعرف أصلا ماهي الشريعة التي يريد تطبيقها؟؟

عندما سئل الشيخ علي جمعة عن هذا أجاب وأقال ومن قال أن الشريعة غير مطبقة في مصر؟

فنحن نطبق الشريعة الإسلامية ونحن دولة إسلامية لكن لماذا حصرتم الشريعة في الحدود؟؟ أليست الأخلاق شريعة إسلامية؟؟ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

المشكلة أنهم يظنون أن المادة الثانية في الدستور غير كافية وأنها غير مفعلة لأن لهم تصورًا معينًا عن الشريعة هكذا تكون مطبقة وغير هذا تكون البلد كافرة والداعي لغير ما يفكرون فيه يجعلهم أعداء لهم وبالتالي أعداء للإسلام.

حتى أردوغان تنكروا له ودعاه ياسر برهامي للتوبة عما قاله في حق العلمانية.

نظرية الحق الإلهي لا مفر منها والدولة في نظرهم دينية وليست مدنية وإن كانوا يداعبون الناس بالألفاظ.

أرجو من المتعاطفين معهم إدراك هذه الحقيقة قبل حدوث الكارثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Blogger Widgets