الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

حوار مع من ينادون بتطبيق الشريعة



لا يكاد يمر يوم علينا إلا و نستمع إلى الأصوات المُنادية بتطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر و كأن مصر لا تطبق فيها الشريعة الإسلامية و كأن مصر قد أصبحت بلداً بعيداً عن الإسلام يحتاج إلى من يُعيده إلى الإسلام.

هل بالفعل مصر لا تُطبق الشريعة الإسلامية ؟

تقول لهم إن الشريعة بالفعل مطبقة في مصر.

فتتعالي الحناجر قائلة لا!!!

فهؤلاء لا  يجدوا ما يقدموه للناس سوي خدعة تطبيق الشريعة و هي دعوة ظاهرها الرحمة و باطنها العذاب.

فتقول لهم أليس الزواج و الطلاق و المواريث و عقوبة القتل و الرشوة و.. و.. و.. طبقاً للشريعة.

و هنا ترتفع الحناجر و تتسائل ماذا عن الاَثار الفرعونية التى تمتلئ بها مصر؟

هل أنتم تزايدون على الرسول عليه الصلاة و السلام و صحابته فى دينه ؟ ألم يفتح سيدنا عمرو بن العاص مصر عام 21 هجرية فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. هل هناك شك فى أن سيدنا عمر بن الخطاب و سيدنا عمرو بن العاص يطبقون الشريعة ؟ لماذا لم يقوموا بهدم الاَثار ؟

إنكم تزايدون على الرسول عليه الصلاة و السلام و صحابته.

كفاكم مزايدات.

فتجد الأصوات تتعالي و ماذا عن الرجم للزناه و قطع يد السارق و البنوك الربوية ؟

فتقول لهم أما عن البنوك فهي ليست حراماً، فقديما كانت التعاملات بالذهب و الفضة و هي تحافظ علي قيمتها فمثلاً قطعه الذهب تشتري كيلو لحم اليوم فنفس القطعه سوف تشتري نفس كيلو اللحم بعد 1000 عام.
أما الاَن فقد صارت العملات الورقية هي المستخدمة و هي عملات لا قيمة لها أمام غول التضخم الذي يلتهم كل شئ.
فحتي قيمة الفائدة التي يحصل عليها المودعين لا تعوض قيمة الخسارة الناتجة عن التضخم.
ثم إنه نظام عالمي وضعته أقوي دوله فى العالم و لا نستطيع أن نغيره إلا عندما نُصبح دوله قوية لها ثقلها فى الاقتصاد العالمى و تستطيع تكوين تكتلاً اقتصادياً مع الدول العربية المحيطة و الدول ذات المصالح المشتركة.

و إذا كنت تري فيها شبهه فعندك البنوك الاسلاميه قويها بإيداعاتك.

ثم نأتي لعقوبة الزناه فنجد أن عقوبة الرجم لم تطبق منذ القرن الثاني الهجري.

و لم يحدث في تاريخ الاسلام أن شهد 4 علي جريمة زنا سوي في عهد سيدنا عمر بن الخطاب، جاء الشهود و قالوا رأينا المغيرة بن شعبة و هو يزنى فراجعهم سيدنا عمر بن الخطاب فشهد ثلاثة بوقوع الزنا و جاء الرابع فأنكر حادثة الزنا فجلد الثلاثة.

و مصر في عهد صلاح الدين الايوبي لم يكن يُطبق فيها حد الرجم و انتصر المسلمون و في عهد قطز لم يكن يطبق فيها حد الرجم و انتصر المسلمون.

العبرة بالعدل فالله سمي نفسه العدل و ليس المُشرع.

إذا فكلامكم عن النصر و التقدم الذي سيتحقق برجم الناس هو محض أكاذيب و افتراء.

فالتقدم لا يأتي سوي بالعلم و العمل و الاسلام دين العلم و العمل.

ثم أنكم تتحدثون عن الاقتداء بالنبي عليه الصلاة و السلام.

ألم تقرأوا حديث الرسول عليه الصلاة و السلام "ادرءوا الحدود بالشبهات"

ألا تروا أننا في عصر الشبهات فمن أين نأتي ب 4 شهود في قضيه تضيع فيها أرواح الناس و قد صار شراء شهود الزور من علي أبواب المحاكم لا يستغرق 5 دقائق.
 
و ما هي مواصفات هؤلاء الشهود ؟

  فيأتى الرد بأنهم 4 شهود عدول.

و من يحكم أن هؤلاء الشهود هم عدول ؟

لقد كانت المدن قديما لا تتعدي 10 منازل و كان قاضي المنطقة يعرفهم واحداً واحداً.

أما الاَن .. من أين لنا أن نحكم علي 80 مليون انسان ؟
هل سنعين علي كل انسان قاضي ؟

فتجد الاجابه نستعين بالشرطة و تحرياتها ..

هل هذا يُعقل ؟
نضع رقاب الناس بين يد هؤلاء، بين يد حفنه من البشر هم نفوس بشرية قد تُفتن بالمال أو المنصب أو أي من الفتن التي في عصرنا.
إن تطبيق مثل هذا الحد غير ممكن علي أرض الواقع و ستتحول الشريعة التي أراد الله بها العدل إلي أداة للظلم و القهر في أيد أنظمة ديكتاتورية لا تخش الله فتخرج الشريعة من هدفها و تصبح أداة للقمع.

إن العبرة بالعدل يا رجل العدل فالله هو العدل
.

و ماذا عن قطع يد السارق ؟

هل يُعقل أن أقطع يد من سرق ليأكل يا رجل !
هل هذا هو الاسلام ؟!
إذا فأنت تزايد علي سيدنا عمر بن الخطاب !
هل تعلم أن سيدنا عمر بن الخطاب علق حد قطع اليد في عام الرمادة و المجاعة ؟

ألا تري أن بلداً يقع فيه 40 % تحت خط الفقر و 40 % اَخرون فقراء يستحق أن يُعلق فيه هذا الحد.
ثم إذا قطعنا يد السارق الذي سرق 10 جنيهات ليطعم زوجته و أولاده من الذي سيتكفل بأسرته ؟
هل تعاقبه هو أم أنك تعاقب أسرة كاملة علي جريمة يرتكبها سوي فرد واحد ؟

ألم تسمع عن واقعية الرسول عليه الصلاة و السلام ؟

ألم تسمع حديث الرسول عليه الصلاة و السلام عن السيدة عائشة … يقول الرسول عليه الصلاة و السلام مخاطباً السيدة عائشة بعد فتح مكة " لولا أن قومك حديث عهد بكفر يا عائشة لهدمت الكعبة و بنيتها علي قواعد إسماعيل" ؟
فالنبي صلى الله علية وسلم لم يهدم الكعبه وهي مشعر من المشاعر الذي يطوف عليها الحجاج، رفض هدمها لكي لا يخسر إسلامهم ومشاعرهم .

إنها واقعية الرسول عليه الصلاة و السلام.

هل تعلم أن الشريعة بفهمك تقطع يد من سرق 10 جنيهات ليأكل بينما لا تقطع يد من سرق مال الدولة و الشعب ؟!

هذه هي الحقيقة يا عزيزي فالشريعة تقطع يد من سرق 10 جنيهات ليأكل لأنه سرق مالاً خاصاً، بينما تترك من نهب ثروة شعب 30 عاماً لأنها لا تعاقب علي سرقة المال العام.

عفواً فلا تفهم أن الشريعة ظالمة بل إن القصور في فكرك أنت و جمودك الفكري فسرقة المال الخاص قديماً كان هو الشائع و المنتشر.

أما الاَن فقد صار سرقة المال العام أشد خطورة بمراحل و سبب في خراب البلاد و فقر العباد.

ارحموا الإسلام فالإسلام ليس بجمودكم الفكري و لا عبارة عن نصوص جامدة.
الإسلام أعظم من مهاتراتكم و عقولكم الجامدة.

و لا تستخدموا الإسلام مطية لخداع البسطاء باسم تطبيق الشريعة من أجل منصب زائل.

اتقوا الله فينا و في هذا الدين.
 

و إن كنتم حقاً تريدون التقدم لهذا البلد و هذه الأمة فأرونا ما هي رُؤاكم الاقتصادية و مشاريعكم القومية لانتشال بلد يقبع ثلثاه تحت الفقر؟

و ما هي رؤاكم لانتشال شعب أكثر من 40% منه أميين يجهلون القراءة و الكتابة ؟

و ما هي رؤاكم لتشجيع البحث العلمي و العلماء حتي نلحق بركب التقدم و نشارك في صنع التاريخ ؟
 
ارحمونا و ارحموا هذا الدين …

و عندها يقف أمامك من ينادي بهذا السراب و قد احمر وجهه من الغيظ و تلعثمت شفتاه و عجز عن النطق و ربما أخرج مسدسه ليقتلك في الحال، و إن استطاع تمالك نفسه و نطقت شفتاه فلا تنطق سوي بتلك الكلمات "إنك تُحارب الله و رسوله فانتظر عذاب جهنم" وسط اتهامات الكفر و الإلحاد …

و صدق الشاعر القائل :

لقد أسمعت لو ناديت حياً        و لكن لا حياة لمن تُنادى.



دكتور أيمن
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب والمدونة ولا يجوز الإقتباس من المدونة دون الرجوع للكاتب.


هناك تعليق واحد:

  1. كلام مغلوط الشريعة لا تطبق في مصر بدليل صالات القمار والكباريهات ومحلات الخمور في حين اسرائيل الدولة اليهودية تمنع صالات القمار
    جزء القضاء في فرق بين احكام الشريعة في الاسلام والقضاء في الاسلام احكام الشريعة مثل حد الزنا وحد السرقة وحد القتل والحرابة هل هذه الحدود مطبقة معك انها قد لا يصلح تطبيقها الان لكن على الاقل وضع المنهج الذي به يتم تطبيقها في المستقبل وليس وضع منهج علماني او ليبرالي مقيد بمبادىء اسلامية او اعراف مجتمعية مع الوقت تنهار تلك القيود ونجد انفسنا في مجتمع بلا اخلاق استاذي الفاضل الفرق بين الاسلاميين وغيرهم انهم ينظرون للاسلام كمنهج حياة العمل ليس تطبيق الحدود الان و احكام الشريعة كلها الان ولكن وضع اساس سليم حتى تصبح مصر في المستقبل دولة اسلامية متقدمة وليست بعد فترة من الزمن تتلاشى قيم الاسلام من المجتمع كما هي تحدث الان ونصبح دولة علمانية متقدمة بلا اخلاق لا اريد ان نكون تركيا او نكون افغانستان
    والقضاء في الاسلام يضع الحرية للانسان في وضع قوانين ولوائح باجتهادات شخصية دون مخالفة مبادىء الشريعة وهي العدل فالقضاء في الاسلام هو اجتهادات الشخص في تحقيق العدل دون تغيير احكام واوامر الله فليس كما تقول تعيين قاضي لكل شخص

    ردحذف

Blogger Widgets