الخميس، 30 يناير 2014

الإمبراطور فريدريك الثانى









الاسكرين شوتس من كتاب (موجز تاريخ العالم)

بقلمى /

فريدريك الثانى، كان إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة (1220-1250) ملك صقلية (1198-1250)، كان من عائلة هوهينستوفين المالكة، كان شاباً جذاباً ومحبوباً من الناس، تربى فريدريك تحت رعاية ووصاية البابا إينوسينت الثالث بابا روما، كان فى صراع فى الوقت ده على الإمبراطورية الرومانية، انطلق فريدريك الثانى الشاب لكى يستحوذ على العرش فى مغامرة وحيداً بدون جيش، كان فريدريك الثانى حفيداً للإمبراطور بارباروسا، وكان وريث العرش الشرعى، انطلق عبر الجبال وحيداً على ظهر جواده فى رحلة إلى ألمانيا لاستعادة العرش، عبر إيطاليا ثم عبر الجبال السويسرية إلى كونستانس، وفور وصوله اكتشف أن منافسه على العرش (أوتو) خرج على رأس جيشه لملاقاته، فتحصن فى مدينة كونستانس مع أهلها الذين افتتنوا به وأحبوه، وأغلقوا أبواب المدينة، وعندما وصل أوتو بجيشه بعد ساعه لم يكن بوسعه إلا الاستدارة والعودة للخللف. استطاع فريدريك الثانى اقناع الأمراء لألمان به إمبراطوراً نتيجة لثقافته وروحه المرحه. أصبح فريدريك سيد ألمانيا وإيطاليا. دخل فريدريك فى صراع مع البابا إينوسينت بابا روما على السلطة، كان الإمبراطور هنرى الرابع ملك ألمانيا دخل فى صراع من قبل مع البابا غريغورى السابع بسبب خلاف على تعيين أمراء بعض المناطق، كل طرف كان متمسك بحقه فى تعيين هؤلاء الأمراء، غضب البابا على الإمبراطور هنرى الرابع ومنع إقامة صلاة القداس له واستعد البابا مع بعض أمراء ألمانيا لخلع الإمبراطور، خشى الإمبراطور على ملكه فأخذ زوجته وذهبوا إلى كانوسا لملاقاة البابا، عندما علم البابا الذى كان فى طريقه لملاقاة أمراء ألمانيا لخلع الإمبراطور اتجه هرباً إلى كانوسا لإعتقاده أن الملك هنرى الرابع قادماً على رأس جيشه لقتله، فوجئ البابا بالإمبراطور مع زوجته بلا جيش يجثو أمامه طالباً العفو، ولكن الإمبراطور فريدريك الثانى كان غير سابقه هنرى الرابع، كان فريدريك الثانى يعرف كل شئ، يتمتع بثقافة موسوعية، كان يعرف كل ما يعرفه الألمان والعرب نتيجة لنشأته فى صقيلية مُلتقى الحضارات، كان فريدريك مُحيطاً بكل الأديان وأراد أن يبدأ حواراً حول الأديان يدور بين المسيحيين والمسلمين المثقفين مما أدى إلى غضب البابا غريغورى خليفة البابا إينوسينت، أُجبر فريدريك الثانى الفيلسوف المثقف على الخروج فى حملة صليبية بعد تهديد البابا بخلعه كنسياً، فخرج وذهب وحقق ما لم يُحققه أحد قبله بدون أى حروب، فقد اتفق مع العرب على أن يُسمح للحجاج المسيحيين بالحج إلى الضريح المقدس بدون أن يمسسهم سوء، وعندما عاد فريدريك تم اتهامه أنه تحول للإسلام إلا أنه لم يلتفت إلى هذا حتى أن البابا غريغورى أطللق عليه لقب «عدو المسيح»، كان فريدريك إنساناً فريداً فأدى ذلك به إلى فقدان أغلب من كانوا بجانبه، حتى ابنه تركه وذهب إلى البابا، نشر فريدريك العدل والتسامح، أسس جامعة نابولى التى أصبحت مصدراً للإشعاع الثقافى والفكر فى أوروبا.

توفى فريدريك عام 1250 وحيداً، ولقى ابنه مانفريد مصرعه فى صراع على السلطة، كما اختطف أعداءه حفيده كونرادين، وظل أسير لديهم حتى وصل لسن 24 فقاموا بقطع رأسه.

أصبحت ذكرى الإمبراطور فريدريك الثانى تُداعب خيال الناس فى أوروبا بعدما تدهورت الأوضاع تماماً من بعده، وتناقل الناس الأنباء عن أن الملك فريدريك الثانى ضحية تعويذة سحرية وهو الآن نائم بلحيته الحمراء فى جبل ليصحو مرة كل مئة عام ليسأل تابعة إذا ما كانت الغربان لاتزال تُحلق فوق الجبل، وعندما يكون الرد «لا يا سيدى، لا يمكننى رؤيتها» سيخرج الملك شاقاً الجبل بسيفه ليعود إمبراطوراً من جديد ينشر العدل ويُعيد الأمن بين الناس اليائسين من حياتهم المنحدرة من سئ لأسوأ.

الحدث التاريخى ده كله أهم نقطة فيه بالنسبة ليا هى الجزء الأخير، إحنا عندنا نفس المشكلة وهى أحلام الناس بعودة الخلافة والمهدى اللى هيخرج وينشر العدل، لو كانت ألمانيا والدول الأوروبية فضلوا متخلفين كان زمانهم دلوقتى لسه مستنيين عودة أو ظهور فريدريك الثانى زينا كده بقالنا مئات السنين حياتنا كلها واقفه على ظهور المهدى. يا ريت تكونوا عرفتوا إنه اللى إحنا عايشينه فيه ده خرافة كبيرة، عاوزين نفوق ونعرف إنه ما فيش معجزات هتحصل، إحنا بس اللى بإيدنا ننقذ نفسنا مما نحن فيه، إحنا اللى بإيدنا نبنى بلد محترم يبقى فيه عدل ويحترم الإنسان زى برا، زى ألمانيا، زى اليابان، زى الولايات المتحدة الأمريكية. إمته نتحرر من الخرافات ؟!
دكتور أيمن أحمد
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب والمدونة ولا يجوز الإقتباس من المدونة دون الرجوع للكاتب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Blogger Widgets