الخميس، 30 يناير 2014

الثورة الرومانية .. حتى لا نكرر تجربة الثورة الرومانية



تصاعدت اعمال العنف خلال هذا الأسبوع, حتى أجت إلى الأطاحة بالشيوعية في البلاد, وأنشاء أول نظام ليبرالي في البلقان..وهي الدولة الوحيدة في دول البلقان التي تم الأنتقال فيها من النظام الأشتراكي بالعنف والدماء وإعدام الحاكم. أدت الثورة إلى وفاة 1,104 شخص, بما فيهم الرئيس المخلوع وزوجتة إلينا فقط مات 162 شخص في المظاهرات ضد تشاوشينكو من 16-22 ديسمبر والباقي 942 ماتوا ضمن أعمال الشغب قبل الاستيلاء على السلطة بواسطة هيكل سياسي جديد، يسمى جبهة الخلاص الوطني...وأصيب أكثر من 3,352 مصاب.
يذكر أن هذة الثورة تمت خلال تجمع حشود كثيرة في ساحة أوبيريي في تيميشوارا.

أسباب قيام الثورة :
    نظام التقشف الصارم الذي أتبعه تشاوتشيسكو لأدارة البلاد من أجل تسديد كل ديون رومانيا في سنوات قليلة..فاشتمل هذا التضييق على كل موارد الدولة وحتى التلفزيون الرسمي تم تقليل قنواته لتصبح قناة واحدة تبث لمدة ساعتان فقط يوميا
    الدولة البوليسية والبوليس السري المنتشر في كل مكان مما أدى لقمع الحريات والتنكيل بمن لا يمتدح الحزب الشيويعي الحاكم.
    وكان يتم قطع الكهرباء لساعات خاصة في الليل من أجل التوفير مما جعل الشعب يعيش في فقر محدق.
    أبتدع نيكولاي شاوشيسكو فكرة(القائد المعبود) فكان يتم استئثار الإعلام والاحداث الرياضية في الاستادات والشوارع له وزوجته والحزب الشيوعي.وقام بمشاريع تعكس جنون العظمة عنده مثل إنشاء (بيت الجمهورية) شديد الفخامة والأبهة وهو أكبر قصر في العالم وأيضا متحف شاوشيسكو والمستقبل الشيوعي الضخم مما أرهق ميزانية الدولة أعباء أضافية.

كما أجليت أيضا الآلاف من سكان بوخارست في الفترة من منازلهم التي هدمت في وقت لاحق لإفساح المجال لهياكل ضخمة.
كيف تم إجهاض الثورة :
كما ذكرنا في السادس عشر من ديسمبر عام 1989، اندلعت ثورة شبابية في العاصمة الرومانية (بوخارست) استمرت لمدة إسبوع، وتمكنت من الإطاحه بالديكتاتور الروماني ((نيكولاي تشاوتشيسكو)) حيث تم إعدامه هو وزوجته ((إيلينا)) بعد مُحاكمة صورية استغرقت ساعتين.

عمّت الفرحة كامل أراضي الدولة الرومانية، وخرج الشباب مُهللين بإنتصارهم لإسقاطهم لدكتاتور أفسد الحياة السياسية في البلاد ومارس ضدّهم كل أنواع التعذيب والقتل

بعد هذا النجاح حاولت الأجهزة الأمنية التي كانت ترغب في الحفاظ على مصالحها الشخصية، بخلق سيناريوهات إرهاب وهمية لنشر الخوف في قلوب الشعب الروماني، فقاموا بمُهاجمة (مبنى الإذاعة والتليفزيون) و(الجامعات) والعديد من الأماكن الحساسة في البلاد وذلك في مُحاولة منهم لتشويه مفهوم الثورة عند البُسطاء من عامة الشعب. لتمهيد الطريق لجبهة تحفظ لهم مصالحهم وتُسيطر على البلاد بقبضة من حديد

كانت هذه الجبهة هي (جبهة الخلاص الوطنى) التى انبثقت من الجيل الثانى من الشيوعيين والتي كان يتزعمها ((إيون إيليسكو)) أحد رجال الديكتاتور المخلوع ((نيكولاي تشاوتشيسكو))

سيطرت (جبهة الخلاص الوطنى) على وسائل الإعلام الرسمية وقامت بعمل دعاية مُضادة لخصومهما السياسيين من الأحزاب الديمقراطية التى عملت على الظهور من جديد بعد سنوات عديدة من العمل السري

عمل ((إيون إيليسكو)) على إعادة نظام الديكتاتور المخلوع ((نيكولاي تشاوتشيسكو))، بجلب أعضاء نظامه للظهور من جديد على الساحة السياسية وذلك بعد عقد صفقات معهم

انتبه شباب رومانيا الثوري لمثل هذه الأمور فـ اندلعت المُظاهرات من جديد وقاموا بعمل إعتصامات، وكان التفاف ((إيون إيليسكو)) على الثورة بترشيحه لنفسه لفترة ثانية لرئاسة رومانيا بمثابة الفتيل الذي أثار الشباب الروماني

لجأ ((إيون إيليسكو)) للإعلام، فشكك في شباب رومانيا الثائر واتهمهم بالعمالة للخارج، وتلقى التمويل من الجهات الخارجية، بهدف زعزعة استقرار البلاد

وبالفعل بدأ في مُحاكماتهم مُحاكمات عاجلة وعمل على التنكيل بكل من يُعارضه، بحجة العمل على زعزعة استقرار البلاد، وأوهم الشعب البسيط بأنه هو الوحيد القادر على توصيل رومانيا إلى بر الأمان

وبالفعل نجح ((إيون إيليسكو)) في التأثير على عموم الشعب من البُسطاء، فتعاونوا معه وبدأوا في مُهاجمة شباب رومانيا الثائر

وعندما اشتعلت المواجهات استعان ((إيون إيليسكو)) بآلاف العمّال من المناجم وجلبهم في شاحانات إلى العاصمة (بوخارست)، ليصطدموا مع الشباب الجامعي لمدة يومين ، أسفر الصدام عن وقوع المئات من القتلى وآلاف الجرحى، وقدم ((إيون إيليسكو)) بعد ذلك الشكر لعُمال المناجم عمّا قدموه من خدمه لوطنهم لقيامهم بالتصدي لهؤلاء العُملاء حسب وصفه لهم

نجحت (جبهة الخلاص الوطنى) فى إجهاض الثورة الرومانية وفقدت الثورة الكثير من التعاطف الدولي لها. وفاز ((إيون إيليسكو)) بالرئاسة بأغلبية ساحقه بنسبه 85% عن طريق التزوير ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Blogger Widgets