الخميس، 30 يناير 2014

صمت وألم وأسف




صمت وألم وأسف (قصة قصيرة)

- لماذا تظلى صامته دائما؟!

- أنا أتحدث دائماً، أين صمتى هذا؟!

- دائما داخلى إحساس بأنك لا تقولين إلا نصف الكلام.

- هذا غير حقيقى، أنا أقول لك دائماً كل شئ.

- دائما أنا الذى أتحدث، أقوم بكل شئ، وإنتِ لا تقولين شيئاً، سئمت صمتك هذا كثيراً.

- أنت تعلم أننى لا أجيد التعبير عما بداخلى كما تفعل أنت.

- أحتاج لسماعها منكِ.

- اصبر ولا تتسرع. اترك كل شئ للأيام.

- أنا صابر، وكيف لا أصبر وأنتِ كل حياتى، أحبك جداً وأرفض من نار حبك أن أستقيلا.

- (تبتسم فى صمت).

- أحتاجك بجانبى لأنى أحبك، ولستُ أحبك لأنى أحتاجك بجانبى.

- (صمت).

- لا أستطيع أن أتخيل حياتى بدونك.

- (صمت).

- (صمت).

- (صمت).

- لقد سئمت ذلك الصمت. دائماً أنا وحدى الذى أتحدث وأتكلم وأحاول تقريب المسافات دون أى مجهود منكِ!

- ماذا تُريد منى أن أفعل، أنت دائماً تتسرع فى كل شئ، أعطينى الوقت الكافى حتى أستطيع استيعاب ما يحدث.

- كما تُريدين.

- نعم كما أُريد.

- أنتِ حرة فى حياتك.

- نعم أنا حرة فى حياتى أُديرها كيفما أشاء.

- أنتِ دائماً قاسية.

- أبعد كل ذلك تتهمنى بالقسوة. بعد كل هذا الكلام تتهمنى بالصمت. ماذا أفعل؟! اتركنى الآن لو سمحت.

- أنا آسف، لم أكن أقصد أن أُضايقك، سامحينى يا عزيزتى.

- أرجوك اتركنى الآن كفاك استفزازاً لى.

- أردت فقط أن أعتذر عن كلامى الذى تسبب لكِ فى الضيق.

- ليس هناك أى ضيق، أُريد أن أبتعد عن المشاكل.. ابتعد عنى.

- كما تُريدين.

يذهب فى صمت، الألم يعتصره، لم يرى الطعام جوفه منذ الصباح، فقد شهيته لتناول أى شئ، الدموع تتساقط من عينيه، لم يكن يتصور أن هذا النقاش سيحتدم بينهما ليصل إلى هذا الحد، يذهب إلى سريره حزيناً .. يُحاول استرجاع ما حدث، أحبها جداً وهى تعلم كم أحبها، كان أقصى أمل لى أن تسمعنى فها هى تُعطينى الفرصة كاملة للتعبير عن هذا الحب، فأرد لها ذلك بتوبيخها على صمتها! كم أنا قاسٍ! أُحاول أن أُصلح ما حدث دون جدوى، لم أرها من قبل بهذا الكم من الغضب والحزن! دائماً أتمنى الموت حتى أُريح المقربين منى، ولكن الموت لا يأتى عندما نطلبه، يأتى دائماً بدون سابق إنذار، فى الوقت الذى يزداد فيه تشبثنا بالحياة. كم أنتِ قاسية أيتها الحياة علينا، لماذا لا تُعطينا ما نتمناه؟! لماذا أنتِ بخيلة علينا؟!

يستيقظ من النوم، لابد أننى نمت أثناء التفكير فيما حدث! الساعه الآن الثالثة صباحاً، لقد نمت ساعتين. صداع شديد يفتك برأسى، آسف يا عزيزتى، ما أقسى ما حدث اليوم على، لا أعرف كيف أصلح ما حدث، يا إلهى كم أنا سئ! لن أتناول دواء الصداع، أحب أن أتألم كثيراً، لعله يكون تكفيراً عن الألم الذى أسببه لمن أحب. آسف يا عزيزتى، آسف يا عزيزتى، آسف يا عزيزتى. ما أكثر عبارات الأسف التى أرددها كثيراً وأنا وحيداً بعيداً عن الناس، حتى أننى أصبحت أنعزل كثيراً عن الناس لأبكى وأتأسف على أخطاء الماضى. دائماً أحس بلذة جلد ذاتى، ما ألذ ذلك الإحساس عندما أنعزل عن العالم لأظل أبكى بالساعات وأجلد تلك الذات. لعل ذلك هو الإسلوب الأمثل لى حتى لا أتسبب فى إيذاء من أحب!

تنهمر الدموع من عينيه مع عبارات الأسف التى لا تتوقف (أنا آسف يا عزيزتى ...)

أيمن أحمد
جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للكاتب وللمدونة لا يجوز الاستعانة بأى من كتابات المدونة أو الكاتب إلا بعد الحصول على تصريح من الكاتب والمدونة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Blogger Widgets